الراقصة الإسبانية
لم يحظى الكثير من الغواصين بمشاهدة العرض المذهل الذي تقدمه الراقصات الإسبانيات الذي يذكرنا برقصة الفلامنكو الشهيرة التي تقوم على طي الجسد تمامًا مثل: الغجريات اللواتي يرقصن تلك الرقصة مئات السنين.
حلزون عاري
تنتمي الراقصة الإسبانية لعائلة تُسمى الرخويات البحرية (وهي في واقع الأمر حلزون عاري بلا قوقعة) ، تقضي الراقصة معظم وقتها وهي تزحف على الرمل عند سفوح الشعاب المرجانية في بحثها عن طعامها المحبوب
الاسفنج الطبيعي، وهي مخلوقات بدائية ثابتة المكان تتغذى على تصفية جزيئات غذاء صغيرة من داخل الماء، حيث تتم عملية التصفية بمساعدة تنظيف الدخول والخروج، ويمكن مشاهدة الراقصة الإسبانية من عمق عدة أمتار حتى 50 مترًا وأكثر، وهو عمق لا يصل إليه معظم الغواصين.
من الممكن رؤية الرخوية الراقصة من المنطقة المدارية حتى منطقة الهند- ال
محيط الهاديء، تمت مشاهدة الراقصة الإسبانية لأول مرة في خليج ايلات سنة 1828 من قبل Ruppell&Leuckart، وهي إحدى الأكبر حجمًا في المجموعة، حيث تصل حتى 40 سم، بالرغم من أن بعضًا من الأفراد المعينة يمكن أن تصل لغاية نصف متر وأكثر.
يوجد لهذا الحلزون العاري ستة مجموعات من الخياشيم الخارجية في الجزء الخلفي من الجسم، وهي تستطيع إدخال وإخراج الخياشيم من داخل ما يشبه الحرائش التي تكون الخياشيم محمية بداخلها، هنا أيضًا يمكن مشاهدة التشابه الخلاب بين الراقصات فوق وتحت سطح الماء، فإخراج الخياشيم كالرفرف يحرك راقصة الفلامنكو كإشارة لبدء الرقصة، ويوجد في القسم الأمامي من الجسم ما يشبه القرنين، يستخدم هذان القرنان للاستشعار، وتستطيع الراقصة الإسبانية بمساعدتها أن(تشم) الماء وأن تجد طعامها المحبوب، وعند قاعدة القرنين توجد العينان التي من المؤكد أنها تقوم بمساعدتها في العثور على الأزواج.
يتكون غذاؤها بالأساس من الاسفنج السام الذي تأكله خلال زحفها البطيء الذي يترك علامات القرض قبل حركتها.
عبائتها الحمراء
يمكن معرفة الراقصة الإسبانية حسب لون عباءتها الحمراء البراقة، وهذا أيضًا السبب وراء اسمها الشهير دم؛ لأن لونها أحمر دموي والأطراف التي تكون بيضاء في بعض أجزائها، في معظم الحالات من الصعب معرفة الراقصة الإسبانية عندما تكون عباءتها مغلقة في مناطق معينة من العالم، خاصة في هاواي و تنزانيا، يمكن مشاهدتها أيضًا بتشكيلات متنوعة من اللون الأصفر.
عرض رقصتها
ترقص عند الهروب
يمكن مشاهدة عرض رقصتها النبيلة فقط وقت هروبها من المفترسات عندما تشعر هذه الرخوية أنها مهددة فإنها تبدأ بالسباحة بواسطة طيات والتفافات جسدية تساعدها على التحرك في الماء لمكان آمن؛ بسبب سباحتها الساحرة حصلت الراقصة الإسبانية على اسمها.
القليل جدًّا فقط معروف عن أسباب ألوانها الزاهية، حيث يتفق معظم الباحثين أن ألوانها هي في الحقيقة ألوان تحذير لأسماك أخرى، أي أنا سامة، في هذه الحالة فإن هذا التحذير لا ينبع من فراغ؛ لأنها من خلال أكلها للاسفنج تقوم هذه الرخويات بإنتاج خليط سام من مواد سامة مختلفة موجودة في الاسفنج الطبيعي للدفاع عن نفسها وعن صغارها، يوجد في داخل البيوض سم للدفاع عن الذات الذي يحافظ عليها من المفترسات، لا ينتهي هنا الشبه بين الرخويات والراقصات: إن البيوض التي تضعها هذه الرخوية الراقصة تشبه رباط الحذاء البرتقالي/ الأحمر التي كانت تضعه الغجريات على أطراف أثوابهن.
في كل مجموعة بيوض، هناك آلاف البيوض التي تفقس منها رخويات صغيرة، والتي في المرحلة الأولى تسبح حتى تغير شكلها وتستقر بالقاع وتصبح رخوية صغيرة، ففي الأساس إن جميع الرخويات هي من الكائنات الخنثى أي لكل فرد وحيد توجد أعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية على حد سواء، رغم المقدرة على الإخصاب الذاتي، فإنها تفضل في معظم الحالات أن تعطي وتحصل على سائل منوي من أجل التنويع الأقصى لجيناتها.
أحيانًا من خلال نظرة عن قرب يُمكن مشاهدة سراطانات صغيرة التي تعيش على جسمها وتتغذى على جزيئات طعام تلتصق على اللعاب الذي يغطي جسمها، لون هذه السرطانات هو أحمر مِمَّا يصعب علينا مشاهدة جسم الراقصة الرخوية، وهكذا تكون هذه السرطانات معظم حياتها محميَّة من المفترسات.
مبنى الورد:
كما تمتلك جمال فى الشكل فهي تمتلك ذوقًا رفيعًا عند وضع البيض ـ إذ أنها تبني ما يشبه الوردة ـ وتلصقها على صخرة في الأعماق، وتضع فيها بيوضها، وتفقس البيوض ويخرج منها اليرقات الصغيرة التي تتغذى في الطبيعة على البلا
نكتون السابح في مياه البحر لمدة 4 أسابيع ـ بعدها تتحول إلى راقصات صغيرات يرقصن طالما في الحياة بقية، ومن الطريف أن المصريين أطلقوا على هذه السمكة بديعة على اسم راقصة مصرية قديمة، وهناك من يناديها (( كاريوكا )).
فسبحان الخالق المتبصر