الحلقة الثالثة عشر
فقالت "قمر" بجدية : إن شاء الله .. ثم أردفت وهي تتجه نحو الباب : السلام عليكم
"مراد" وهو مازال محتفظ بإبتسامته : وعليكم السلام
و أنتظر حتي خرجت من الشركة تماماً ثم توجه هو الآخر إلي باب الشركة ليستقل سيارته
عندما خرجت "قمر" من الشركة وقفت علي الرصيف الذي يجاور المبني ثم أجرت مكالمة هاتفية "لسما" ولكن لم يأتيها اي رد
أما "مراد" فقد كان أستقل سيارته التي يوقفها بجوار الشركة حرك موتورها ثم نظر الى المرآة التى توجد فى أعلى السيارة لكي يتأكد إنه لا يوجد أحد يمشي فالطريق
بالفعل كان الطريق فارغاً فلم يكن فيه سوا "مراد" وسيارته و"قمر" التى كانت تقف على الرصيف ولم يراها "مراد"
نظر مرة إلي المرآة ليتأكد مرة آخري ثم بدأ يرجع بسيارته
شعر بهزة في جيب الجاكيت الذي يرتديها فأدخل يده ليخرج هاتفه الذي كان ينبئه عن اتصال من والدته
رد عليها و أنشغل معاها فى الحديث وهو يقود السيارة
بينما "قمر" كانت تحاول الاتصال مرة أخرى "بسما" ليأتيها وآخيراً ردها
"قمر" بقلق : أيوة ياسما بتصل بيكي من ساعتها مش بتردي ليه
"سما" بإعتذار : معلش يا "قمر" مأخدتش بالي من الفون وانا بكلم "إيمان" .. ثم أردفت بتسأول : خلصتي ولا لسه
"قمر" بجدية : أيوة خلصت من ساعتها .. ثم أردفت بتسأول : أنتي فين دلؤتى
"سما" : في الشارع الي جمب الشارع الى انتى فين
"قمر" : طيب حجيلك اهو .. يلا سلام
ثم أغلقت الهاتف ونزلت من على الرصيف
كان الطريق الذي تسير به "قمر" هو نفس الطريق الذي يسير به "مراد"
كان "مراد" يرجع بسيارته الي الوراء وهو مشغول بالتحدث مع والدته حتي انه لم يلاحظ سير "قمر" فى نفس الاتجاه الذي يسير فيه
وفجأة !
أنصدمت السيارة "بقمر" صدمة قوية
فوقعت مغشياً عليها
اما "مراد" فشعر بهزة قوية فى السيارة فنزل منها مسرعاً
ليجدها مغشياً عليها والدماء تنزف منها
هوى قلبه عندما رأها بهذه الحالة
فجذع على ركبتيه امامها وهو يشعر انه لا يقوى على فعل شئ
ظل ينظر لها بصدمة وكأن صاعقة قد أُصابته
لم يشعر بنفسه الا وهو يحملها ويتجه الي سيارته ثم فتح الباب الخلفي لها ووضعها بحرص ثم أغلق الباب
ثم توجه الى باب السائق بسرعة وقام بفتحة
نظر عليها نظرة سريعة ثم نقل نظره الي الطريق
وانطلق مسرعا حتي وصل الي اقرب مشفي
نزل من السيارة ثم فتح الباب الخلفي وحمل "قمر"
ودخل الي المشفي بسرعة
وما إن دخل المشفي حتي وجد ممرضة تسير فى طريقه فصرخ فيها قائلاً : عايز دكتور بسرعة
نظرت له الممرضة بغضب فلماذا يصرخ بها ما ذنبها هي
ثم نقلت نظرها الي "قمر" وأشفقت عليها حقاً
فلمحت ترول قريبا منها فجذبته وقالت "لمراد" بجدية : نيمها هنا
بالفعل وضعها "مراد" على الترول فدفعته الممرضة
ثم نظرت الي "مراد" قائلة : احنا حندخلوها اوضة العمليات .. شكلها عايزة عملية
أومأ لها "مراد" رأسه ثم قال بتساؤل : هي حالتها خطيرة للدرجة ديه ؟
مطت الممرضة شفتيها ثم قالت بعدم علم : الله اعلم .. ان شاء الله تبقي كويسة
"مراد" بخفوت : ان شاء الله
دخلت الممرضة "بقمر" الي غرفت العمليات لتترك "مراد" وحيداً وأفكاره مشتتة
أدخل يده في جيبه ثم اخرج هاتفه اللعين وأتصل "بأدهم"
ماهي الا ثوانى حتي أتاه صوت "أدهم" وهو يقول : السلام عليكم .. ايوة يا "مراد"
"مراد" وهو يحاول ان يتحكم فى أعصابه التى تدهورت : أيوة يا "أدهم" انت فين
"أدهم" بجدية : انا فى الشركة .. ثم أردف بتساؤل : في حاجة ولا ايه
تجاهل "مراد" سؤاله ثم قال بجدية : طيب تعالالى انا فى مستشفي "..."
كرر "أدهم" سؤاله قائلاً : طيب طمني بس في ايه .. ثم أردف متسائلاً : انت كويس طيب؟
تنهد "مراد" بنفاذ صبر ثم قال : طيب ممكن تيجي وانت حتعرف كل حاجة
"أدهم" بجدية : طيب انا جيالك حالاً مسافة السكة
ثم أغلق الخط و وضع مفاتيحه وهاتفه في جايبة وأتجه الي الجراج ليستقل سيارته
ركب سيارته ثم أنتطلق مسرعا كالعادة الي المشفي التى أخبره "مراد" عنها
أوقف سيارته عند المشفي ثم دخل اليها
احتار اين يذهب فأتصل "بمراد" ليخبره بمكانه
أغلق الخط عندما علم مكان "مراد" ثم توجه اليه
صُدم "أدهم" بشدة عندما وجد بقع من الدماء منتشرة على قميص "مراد"
قال "أدهم" بصدمة : ايه الدم ده .. ثم أقترب من "مراد" وأمسكه من كتفه قائلاً بخضة : انت كويس ؟ .. ايه الدم ده
---------
الحلقة الرابعة عشر
احتار اين يذهب فأتصل "بمراد" ليخبره بمكانه
أغلق الخط عندما علم مكان "مراد" ثم توجه اليه
صُدم "أدهم" بشدة عندما وجد بقع من الدماء منتشرة على قميص "مراد"
قال "أدهم" بصدمة : ايه الدم ده .. ثم أقترب من "مراد" وأمسكه من كتفه قائلاً بخضة : انت كويس ؟ .. ايه الدم ده
أومأ له "مراد" رأسه ثم قال مطمئناً إيها : متقلقش انا كويس
"أدهم" بتساؤل : اومال ايه الدم ده
تنهد "مراد" تنهيدة طويلة ثم قص على "أدهم" كل ما حدث
كان فم "أدهم" فارغ من الدهشة وهو يستمع الي "مراد" ثم قال "لمراد" بصدمة : انا مش مصدق بجد .. ازاى ده يحصل
"مراد" بحزن : قدري وقدرها حنعمل ايه
"أدهم" بخفوت : ربنا يشفيها .. ثم أردف متسائلاً : هي بقلها قد ايه فى اوضة العمليات
"مراد" بجدية : تقريبا ساعة الا ربع .. صمت قليلا ثم قال : انا عايزة أبلغ اى حد من اهلها بس المشكلة انى معرفش اي رقم ليهم
فكر "أدهم" ثم قال : اكيد لما خبطها كان معاها موبايل ولا حاجة
تذكر "مراد" ثم قال بجدية : ايوة كان معاها موبايلها .. بس تقريبا فاصل
زم "أدهم" شفتيه ثم قال له : طيب هات مفاتيح عربيتك
أخرج "مراد" مفاتيح سيارته من جيب الجاكيت ثم قال متسائلاً : حتعمل ايه؟
"أدهم" بجدية : حجرب افتحه وحتصل بحد من اهلها اكيد يعني حاطة ارقامهم على موبايلها
أومأ له "مراد" رأسه ثم نظر أمامه وهو شارد
نظر له "أدهم" بإشفاق ثم إتجه الي المكان الذي أوقفه به "مراد" سيارته
فتح "أدهم" الباب الامامي للسيارة ثم أخذ يبحث عن هاتف "قمر"
وبعد وقت قصير وجد هاتف لم يراه من قبل فأستنتج أنه هاتف "قمر"
حاول إن يفتح الهاتف فكان مغلقلاً كما قال له "مراد"
حاول إن يفتحه ولحسن حظه فُتح الهاتف
ظل يعبث فيه ليصل إلي إى رقم من أرقام عائلتها وكان الحظ يبتسم له فوجد أن آخر رقم قد أتصلت به مُسجل بإسم " My sister "
وعلى الفور ضغط أتصال
***-
"انا قلقانة عليها اوى .. موبايلها مقفولة من ساعتها"
نطقت "سما" هذه العبارة "لإيمان" وهي تشعر بالخوف بشدة
"إيمان: وهي تفكر : مش يمكن تكون نست وروحت بيتكم ؟
"سما" وهي تبكى : لاء طبعا ازاى .. ماهي لما أتصلت بيا قولتلها تجيلي الشارع الي احنا واقفين فيه حتكون روحت ازاى
زمت "إيمان" شفتيها ثم ربتت على كتف "سما" لتهدئها
حاولت "سما" أكثر من مرة الأتصال "بقمر" ولكن كان الرد (هذا الرقم مغلق او غير مٌتاح)
نفذ صبر "سما" فألقت هاتفها بطريقة عشوائية ثم وضعت وجهها بين كفيها وبدأت فى البكاء
أشفقت عليها "إيمان" فربتت على كتفها وهي إن تطمئنها قائلة : أهدي يا "سما" إن شاء الله تفتح موبايلها ونعرف منها هي فين
"سما" بخفوت : يارب يا "إيمان" ياارب
بعد عدة دقائق سمعت "سما" صوت هاتفها الذي يعلن عن أتصال جديد أخذته بسرعة وإبتسمت إبتسامة واسعة عندما رأت إسم "قمر" على الشاشة
مسحت دموعها بسرعة ثم ردت علي الاتصال قائلة بقلق : الو .. ايوة يا "قمر" انتى فين قلقتينا عليكى
أزداد خوفها عندما سمعت صوت "أدهم" الرجولى وهو يقول بجدية : السلام عليكم .. حضرتك أخت "قمر حسين"
"سما" بخوف : ايوة أنا .. خير في ايه "قمر" فين
"أدهم" بجدية : طيب ممكن تيجي مستشفي " ....."
"سما" بخضة : ليه "قمر" مالها
تنهد "أدهم" ثم قال لها : أختك عملت حادثة .. عربية خبطت فيها وهي دلؤتى فى المستشفي بتعمل عملية
"سما" ببكاء : عربية ايه ديه الى خبطت فيها .. حصل امتي كل ده
"ادهم" بنفاذ صبر : ممكن تيجي وبعدين يبقي اعرفي كل حاجة
"سما" ما بين دموعها : حاضر انا جاية حالا
"أدهم" بجدية : لما تيجي أطلعي عنبر " .... "
"سما" : طيب ماشي
ثم أغلقت الهاتف وأنطلق بسيارته
ظلت "إيمان" تسألها بعض الاسئلة عن هذا الاتصال ولكن "سما" ظلت صامتة تفكر "بقمر"
وصلت الي المشفي بسرعة ثم نزلت من السيارة واجهت الي العنبر الذي أخبرها عن "أدهم" تتبعها "إيمان" الذي لم يتفاجئ "أدهم" عندما رأها فسبق لها أن قالت له انها صديقة "قمر"
نظر "أدهم" "لسما" ثم قال بتخمين : أخت "قمر" مش كده
أومأت رأسها ثم قالت بخوف : هى فين دلؤتى
"أدهم" بجدية : فى اوضة العمليات
"سما" بتساؤل : هو ايه الي حصل
تنهد "أدهم" ونظر الي "مراد" الذي لم تصدر من اى ردة فعل غير انه وضعه وجهه بين كفيي يده
نقل "أدهم" نظره الي "سما" ثم قص عليها الذي سمعه من "مراد" عن الحادث
أستمعت "سما" الي "أدهم" بهدوء ممزوج بالخوف شعرت ان قلبها سيتوقف من كثرة ضرباته
نظرت الي "مراد" بحدة ثم قالت بغضب : منك لله .. انت السبب فى كل ده .. مكنتش شايفها يعني وهي ماشية وراك .. من حقك مانت مشغول فى موبايلك حتشوفها ازاى
نظر لها "مراد" بغضب مُماثل ولكنه حاول ان يتملك اعصابه فالخطأ خطائه مهما أنكر ذالك
وقف "مراد" أمامها ثم قال بهدوء مصطنع : وهي كانت عنيها فين وهي ماشية ماشفتش العربية وانا راجع بيها .. ثم أردف ساخر : ولا لسه مفكرة نفسها عيلة صغيرة عايزة الى يقولها خدى بالك من السكة وانتى ماشية
"سما" بحدة : ماخدتش بالها من العربية ومحستش بيها فيها ايه يعني .. انت الى مفروض كنت تفضل باصص فى المراية لحد ماتتأكد ان مفيش حد ماشي فى الشارع خالص
أقترب منها "مراد" أكثر ثم قال محذراً وهو يشير لها بإصبعه السبابة : انا لحد دلؤتى بحاول اتمالك اعصابي ومش عايز ابقي عصبي عشان عندي دم وبقول زى ماهي غلطتها غلطتي بردو .. بس والله لو سمعت صوتك تاني لوريكي وش تاني ليا أظن مش حتحبي تشوفيه .. فهدي كده ومتخلنيش اتعصب
ثم تركها وذهب ليجلس فيه مكانه مجدداً
نبرته أخافتها فجلست على المقعد بجانب "إيمان" ثم أخذت تردد بخفوت : (اللهم يا رب الناس اذهب عنها الباس و اشفها انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر معها سقما الله يسر لها اجراء العملية و اطرح البركة في ايدي من سخرتهم لاجراء العملية)
---------
الحلقة الخامسة عشر
نبرته أخافتها فجلست على المقعد بجانب "إيمان" ثم أخذت تردد بخفوت : (اللهم يا رب الناس اذهب عنها الباس و اشفها انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر معها سقما الله يسر لها اجراء العملية و اطرح البركة في ايدي من سخرتهم لاجراء العملية)
اما "أدهم" جلس بجوار "مراد" وربت على كتفه فأوماء له "مراد" رأسه
وأخذ يردد قوله (ربي لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)
بعد نصف ساعة خرج الطبيب من حجرة العمليات
أتجهوا جميعاً نحوه ولكن "سما" كانت أسرعهم فسألته بخوف : ها يادكتور العملية اخبارها ايه
نظر الطبيب لها ثم قال مطمئناً لها : الحمدلله هي كويسة بس لسه مافقتش من البنج .. ثم أكمل بأسف : بس ادعولها تقدر تمشي على رجليها تاني
وقعت الكلمات ثقيلة على آذانهم كلهم والاخص "مراد" الذي اتسعت عيناه من الدهشة
اما "سما" ارتمت في احضان "إيمان" وبدأت فى البكاء
أقترب "أدهم" من "مراد" ثم وضع يده على كتف "مراد" قائلاً له بجدية : إن شاء الله كله يبقي تمام .. متقلقش
"مراد" وهو شارد : مقلقش ازاى .. بيقولك مش حتقدر تمشي على رجليها .. ثم أردف بندم : كل ده بسببي انا
ربت "أدهم" على كتفه قائلاً بجدية : ماهي بردو الي غبية مأخدتش بالها من العربية يعني
"مراد" بجدية : قدر الله ماشاء فعل
قطع حديثهم كلمات "سما" الغاضبة وهي تنظر الي "مراد" بحدة : منك لله هاديت كده .. أديها مش حتمشي على رجليها تانى وكل ده بسببك .. يارب تكون أتقرصت عشان تعرف بيقولوا ليه متتكلمش في التليفون وانت بتسوق .. بس ازاى .. ازاى الباشا يضيع تليفون جيله عشان يشوف الطريق وهو ماشي
أزاح "مراد" يد "أدهم" من على كتفه ثم نظر الي "سما" بغضب وسار بنحوها
فأمسكه "أدهم" من معصمه قائلاً له بجدية : أهدى يا "مراد" وسيبك منها
أفلت "مراد" يده من قبضة "أدهم" ثم أقترب من "سما" وأمسكها من ذراعها بعنف قائلاً بحدة: انتي عارفة انتى بتتكلمى مع مين بالطريقة ديه .. انا "مراد إبراهيم" الي عمر ما حد اتكلم معاه او اتكلم عنه بطريقة مش كويسة .. انا دايما راسي مرفوعة بكلام الناس عني .. تيجي حتة بت زيك تتكلم معايا انا كده .. زادت قوة قبضته على زراعها وهو يقول : وبعدين انا لو واحد جبان كنت زمانى لما شوفت اختك غرقانه فى دمها جريت وسبتها مش جبتها لحد هنا وفضلت واقف معاها .. ياريت بقي تهنيني بسكاتك ومسمعش صوتك خالص .. انا اعصابي بايظة زيكم بالظبط .. ولو بجد خايفة على نفسك ابعدي عني دلؤتى
ثم أفلتها بعنف ونزل ليجلس فى سيارته
نظر "أدهم" لها بحدة ثم قال لها بعصبية : عجبك كده دلؤتى .. يارب فعلا تهنينا بسكاتك
ثم أتجهت الي نفس المكان الذي ذهب اليه "مراد"
فتح باب السيارة ثم جلس بجانبه قائلاً له : أهدى يا "مراد" متخليش بت زي ديه تحرق دمك
"مراد" بغضب : والله العظيم عندى أستعداد اطلع اكسرلها عضمها وانيمها نومة اختها
"أدهم" بجدية : مفيش اى حاجة حتتغير بالطريقة ديه .. معلش اختها بردو وزعلانة عليها
تنهد "مراد" تنهيدة طويلة ثم قال بهدوء : انا عايز راجل هو الى يقف معانا مش حتة عيلة
أومأ "أدهم" رأسه قائلا : كنت لسه حقولها تكلمها والدها
أومأ "مراد" رأسه بصمت
فخرج "أدهم" من السيارة ثم صعد الي المكان الذي تقف "سما" به
نظر لها ببرود قائلاً بجدية : ياريت لو تكلمى والدك عشان تعرفيه
أومأت له رأسها ثم مسحت دموعها وأخرجت هاتفها وأتصلت بوالدها
بعد وقت قصير جداً أتاها صوت والدها القائل بجدية :السلام عليكم .. أيوة ياحببتى
"سما" ببكاء : ايوة يابابا
"حسين" بقلق : في ايه مالك يا "سما" بتعيطي ليه؟
"سما" بصوت منبوح من البكاء : "قمر" عملت حادثة
"حسين" بصدمة : ايه .. امتى حصل الكلام ده
"سما" : من ساعتين او تلاتة تقريبا
"حسين" بعتاب ممزوج بالقلق : وماتصلتيش بيا من ساعتها ليه يابنتى
"سما" : مش وقته الكلام ده يابابا .. تعالي بسرعة بس
"حسين" : ماشي يا "سما" انا جي حالاً
أغلق الهاتف ثم خرج من مكتبه الذي في منزله بسرعة ولكن أوقفته "هدى" قائلة : رايحة فين ياحج
فكر "حسين" بسرعة أيخبرها أم لا .. ووجد ان الحل هو عدم أخبارها ولكن بدون كذب
"حسين" وهو يحاول إن يكون هادئاً : رايح أزور واحد أعرفه في المستشفي عشان عمل حادثة
"هدي" بإستغراب : مين ده يعني؟
تنهد "حسين" ثم قال وهو يسير : لما أجي يبقي اقولك
ثم تركها وأستقل سيارته وأنطلق مسرعاُ الي المشفي
---------
الحلقة السادسة عشر
"هدي" بإستغراب : مين ده يعني؟
تنهد "حسين" ثم قال وهو يسير : لما أجي يبقي اقولك
ثم تركها وأستقل سيارته وأنطلق مسرعاُ الي المشفي
عندما وصل أتصل "بسما" ليعلم اي مكانها
فأخبرته بالعنبر التى تقف به فصعد بسرعة إليها
عندما وصل الي العنبر صارت "سما" إليه ثم أرتمت فى أحضانه
ربت عليها قائلاُ بتساؤل : ايه الي حصل
قصت عليه "سما" علي ماحدث ببكاء
أستمعها لها "حسين" بهدوء ثم نظر الي "مراد" الشارد قائلا بخفوت : هو ده
نظرت "سما" الي "مراد" ثم أومأت رأسها بصمت
تركها "حسين" ثم ذهب إلي "مراد" ربت على كتفه فنظر له "مراد" قائلاً بتساؤل : حضرتك والد "قمر"
أومأ له "حسين" رأسه فقال "مراد" بسرعة : انا عارف ان كل ده حصل بسببي .. وبجد مش عارف اقول لحضرتك ايه ولا حتي اعمل ايه بس بجد انــ ..
قاطعه "حسين" قائلاً بهدوء : خلاص يابني قدر الله وماشاء الله .. زى ماكنت غلطتك هي غلطتها انتو الاتنين كنتوا سرحانين .. تنهد ثم أكمل : مفيش دلؤتى غير ‘ن احنا ندعولها
"مراد" بخفوت : ربنا يشفيها
ربت "حسين" على كتفه ثم تركه وذهب ليجلس بجانب "سما"
اما "مراد" أقترب من "أدهم" قائلاً له بجدية : روح يا انت يا "أدهم" .. عشان لو أتأخرنا أكتر من كده ماما حتشك إن في حاجة
"أدهم" بجدية : طيب ماتروح انت .. انت شكلك مرهق اوى
"مراد" بتصميم : لاء انا مينفعش انا اروح .. أسمع كلامى وروح انت ولو سألوك عليا قولهم عنده شغل كتير وحينام فى الشركة
"أدهم" بإستغراب : عايزني اكدب عليهم
"مراد" بتساؤل : اومال عايز تقولها انى خبطت بنت بالعربية تتجنن عليا ! .. صمت قليلاً ثم قال بتفكير : طيب خلاص بلاش تقولها عنده شغل كتير .. قولها فى واحد صاحبه فى المستشفي وقاعد معاه لحد مايفوق
فكر "أدهم" ثم قال بجدية : طيب حقولها كده .. أديها حاجة قريبة من الحقيقة وخلاص
أومأ "مراد" رأسه ثم قال بجدية : بس حتعبك بقي .. يبقي هاتلي قميص البسه بدل الى اتغرق دم ده
"أدهم" بملل : حاضر .. ثم أردف بمزاح : أفضل انت اقرفني بطلاباتك ديه
"مراد" وهو يحاول إن يخفي إبتسامته : يابني حضحكني وده مش وقت ضحك خالص
"أدهم" بمزاح : ياخي كبر بقي .. ده حتي ابوها بيقول انها غلطتها بردو متشيلش نفسك الهم بقي
أبتسم له "مراد" قائلاً بجدية : طيب روح يلا هاتلي قميص تاني .. ثم أردف بمزاح : قرفان من نفسي والله
ضحك "أدهم" بخفوت ثم قال بجدية : طيب حروح وهحاول متأخرش عليك
ربت "مراد" على كتفه وودعه
أنطلق "أدهم" بسرعة وبعد وقت قصير وصل الي منزله
فتحه الباب بمفاتيحه ثم دخل وأغلق الباب خلفه
كاد إن يصعد الي غرفته ولكن أوقفته كلمات والدته المتسائلة : "كنت فين لحد دلؤتى يا "أدهم" وفين أخوك"
نظرت إليه بإبتسامة ثم توجه نحوها وقبلها من رأسها قائلا ليغير زمام الحديث : إزيك ياست الكل عاملة ايه
نظرت له بحدة قائلا بتصميم : كنت فين لحد دلؤتى .. واخوك مرجعش ليه؟ .. متهربش من الكلام
تنهد "أدهم" ثم قال بجدية : كان عندي شغل كتير فتأخرت أما "مراد" فقاعد مع واحد صحبه فى المستشفي عشان عمل حادثة
"كريمة" بإستغراب : صاحبه مين ده؟
زم "أدهم" شفتاه ثم قال بعدم علم : مش عارف بصراحة .. ثم أردف بسرعة : انا بقي عايز اطلع اجبله هدوم عشان عايز يغير هدومه
خطى خطوتين ولكن أوقفته والدته عندما أمسكته من ساعده قائلة بقلق : أخوك ماله يا "أدهم"
نظر لها بتعجب ثم قال بإستغراب : حيكون ماله ياماما
"كريمة بقلق : مش عارفة انا حاسة إن أخوك حاصله حاجة
تنهد "أدهم" بضيق ثم قال بجدية : متقلقيش "مراد" كويس
"كريمة" : طيب أحلفلي بالله انه كويس
"أدهم" بسرعة : والله العظيم "مراد" كويس .. صدقتيني كده ياماما .. ممكن أطلع بقي أجبله هدوم
أومأت رأسه ثم تركته يصعد وهي تقول بخفوت : يارب يا "أدهم" حلفان ميكونش كدب
صعد "أدهم" إلي غرفة "مراد" وفتح دولابه وأغرق منها قميص أسود اللون ثم أغلق مجدداً ونزل بسرعة متجهاً الي سيارته
نظر إلي والدته فكانت تجلس فى غرفة المعيشة تقرأ بعض آيات الله
شعرت بوجوده فنظرت لها قائلة بتساؤل : حتتأخر؟
هز رأسه نفياً ثم قال بجدية : حوديلوا القميص وحرجع تانى
أومأت له رأسها ثم عادت تنظر في مصحفها
نظر لها "أدهم" وهو يشعر بالذنب لأنه لم يخبرها الحقيقة .. ولكنه يعلم والدته ! .. سوف تقلب الدنيا رأساً علي عقب اذا علمت ما حدث
نفض تلك الافكار من رأسه ثم اتجه الي سيارته وقادها بسرعه حتي وصل الي المشفي
أتصل "بمراد" ليخبره بوجوده فستأذن "مراد" من "حسين" ثم نزل الي المكان الذي يقف فيه
فتح باب السيارة ثم جلس بجانبه وقال له بتساؤل : جبتلي القميص
أومأ "أدهم" رأسه ثم أعطاه له
نظر "مراد" بدهشة الي القميص ثم نقل نظره المليئة بالدهشة والاستغراب الي "أدهم" ثم قال له بإستغراب : جيبهولي لونه اسود ليه يا خويا .. ثم أردف بضيق : هي ناقصة سواد
ضحك "أدهم" ثم قال بمزاح : الى جه فى أيدي بقي ياعم .. صمت قليل ثم قال بجدية : علي فكرة أمك سألتنى عليك
"مراد" بسرعة : اوعى تكون قولتلها حاجة
"أدهم" : عيب عليك لاء طبعاً .. انا قولتلها نك قاعد مع صاحب فى المستشفي .. سألتني صاحبك مين فقولتلها معرفش
أومأ "مراد" رأسه وهو يبدل قميصه قائلاً له : الله ينور عليك .. صمت قليلاً ثم قال بضيق عندما أنتهى من أرتداء قميصه : منك لله ياخي انتى والاسود الي جيبهولي ده .. عايزهم يقولوا ايه بيفول علي البت انها ماتت
ضحك "أدهم" ثم قال بمزاح : لا ان شاء الله متوصلش لموت عشان بالشكل ده انت الى حتروح فيها
"مراد" وهو يبتسم : ربنا يستر .. روح انت بقي عشان الحاجة كريمة متقلقش عليك
قال كلماته تلك وهو ينزل من السيارة
أومأ له "أدهم" رأسه ثم قال بجدية : لو فاقت يبقي قولي
أومأ له "مراد" رأسه
ثم صعد وتركه الي المشفي التى كرها وكره الوقوف بها
أما "أدهم" أنطلق بسيارته بسرعة كالعادة متجهاً الي الفيلا التى يقطن بها
عندما صعد "مراد" الي المكان الذي يتواجد به "حسين" و "سما" و "إيمان"
لم يجد سوى "إيمان" فنظر لممكان بدهشة ثم قال بإستغراب موجهاً حديثه "لإيمان" : أومال فين والد "قمر" وأختها
نظرت له بتمعن وهي شارده فى جماله الذي أظهره قميصه الاسود
ثم قالت وهي تدقق النظر فيه : دخلوا "لقمر" في الأوضة
"مراد" بدهشة : هي فاقت؟
أومأت "إيمان" برأسها بصمت
تنهد "مراد" برحة ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وبعث "لأهم" رسالة يقول فيها
" الحمدلله ربي بيحبني ! ... "قمر" فاقت وماماتتش"
---------