أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير حديث عثمان في كيفية وضوء النبي توضيح المعنى والمستفاد والسرحان في ا

تفسير حديث  عثمان في كيفية وضوء النبي توضيح المعنى والمستفاد والسرحان في ا


تفسير حديث عثمان في كيفية وضوء النبي
توضيح المعنى والمستفاد والسرحان في الصلاة

تفسير حديث  عثمان في كيفية وضوء النبي توضيح المعنى والمستفاد والسرحان في ا






عن حُمْرانَ مولى عثمانَ بنِ عفَّانَ رضى اللهُ عنهُما، أنهُ رأى عثمانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ دَعَا بِوَضُوءٍ، فأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِن إِنَائِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، وَيَدَيْهِ إِلى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كلْتَا رِجْلَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، وقَالَ: ((مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذَا، ثُمَّ صلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ))
اشتملَ هذا الحديثُ العظيمُ علَى الصفةِ الكاملةِ لوضوءِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فإنَّ عثمانَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ ـ من حُسْنِ تعليمِهِ وتفهيمِهِ ـ علَّمَهم صفةَ وضوءِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بطريقٍ عَمَليَّةٍ؛ ليكونَ أبلغَ تفهُّماً، وأتمَّ تصوُّراً في أذهانِهمْ، فإنَّهُ دعا بإناءٍ فيهِ ماءٌ، ولئلا يُلوِّثَهُ، لم يَغْمِسْ يدَهُ فيهِ. وإنَّما صبَّ علَى يدَيْهِ ثلاثَ مرَّاتٍ حتَّى نظفتَا، وبعدَ ذلكَ أدخلَ يدَهُ اليمنَى في الإناءِ، وأخذَ بهَا ماءً تمضمضَ منهُ واستنشقَ، ثم غسلَ وجهَهُ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثم غسلَ يدَيْهِ مع المرفقيْنِ ثلاثاً، ثم مسحَ جميعَ رأسِهِ مرَّةً واحدةً، ثم غسلَ رجليْهِ مع الكعبيْنِ ثلاثاً.
_ فلما فرغَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ من هذا التطبيقِ، أخبرَهم أنَّهُ رأَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضَّأَ مثلَ هذا الوضوءِ.
_ولمَّا فرَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذا الوضوءِ الكاملِ، أخبرَهم بأنَّهُ مَن توضَّأَ مثلَ وضوئِهِ، وصلَّى ركعتيْنِ، مُحضراً قلبَهُ بينَ يدَيْ ربِّهِ عزَّ وجلَّ فيهما فإنَّهُ ـ بفضلِهِ تعالَى - يُجازيهِ علَى هذا الوضوءِ الكاملِ، وهذهِ الصلاةِ الخالصةِ بغفرانِ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ.
______________________________________________

معاني الكلمات
1- ((وَضُوءُ)) بفتحِ الواوِ: الماءُ الذي يُتوضَّأُ بهِ. قالَ النوويُّ: يُقالُ: الوُضُوءُ والطُّهُورُ بضَمِّ أوَّلِهما، إذا أُرِيدَ الفعلُ الذي هو المصدرُ، وبفتحِ أوَّلِهما إذا أُريدَ الماءُ الذي يُتَطَهَّرُ بهِ. وأصلُ الوضوءِ من الوضاءةِ، وهي الحُسْنُ والنظافةُ، فسمِّيَ وُضوءُ الصلاةِ وُضوءاً؛ لأنَّهُ يُنَظِّفُ صاحبَهُ.
2- (( فأفرغَ )) : قلبَ من ماءِ الإناءِ علَى يدِهِ.
3- (( لا يُحدِّثُ فيهما نفسَه ُ)) : حديثُ النفسِ: هو الوسواسُ والخطراتُ. والمرادُ بهَا هنا ما كانَ في شؤونِ الدنيا.
يعني: فلا يَسْتَرْسِلْ في ذلك، وإلا فالأفكارُ يَتَعَذَّرُ السلامةُ منهَا.
4- ((إلَى المرْفقيْنِ)) : ( إلَى ) بمعنَى معَ، يعني: مع المرفقيْنِ.
5- (( ثم )) : لم يقصدْ بهَا هنا التراخي، كما هو الأصلُ في معناهَا، وإنَّما قصدَ بهَا مجرَّدَ الترتيبِ. وقد أشارَ ابنُ هشامٍ في المُغْنِي والرضِيُّ في شرحِ الكافيةِ إلَى أنَّهَا قدْ تأتِي لمجرَّدِ الترتيبِ.
6- (( نحوَ وضوئِي )) : جاءَ في بعضِ ألفاظِ هذا الحديثِ: ( مثلَ وضوئِي هذا ) ومعنَى ( نحوَ ) و ( مثلَ ) متفاوِتٌ: فإنَّ لفظةَ (مثْلَ ) تقتضي ظاهرَ المساواةِ من كلِّّ وجهٍ، أمَّا ( نحْوَ ) فما تُعطِي معنَى المثليَّةِ إلا مجازاً. والمجازُ هنا مُتعيِّنٌ، لارتباطِ الثوابِ بالمماثلةِ.{تيسير العلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام}
__________________

_(( حَدِيثُ النَّفْسِ )) يَعُمُّ الخَوَاطِرَ المُتَعَلِّقَةَ بِالدُّنيا، وَالخَوَاطِرَ المُتَعَلِّقَةَ بِالآخِرَةِ، وَالحَدِيثُ مَحْمُولٌ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - عَلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنيا، إِذْ لاَبُدَّ مِن حَدِيثِ النَّفْسِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالآخِرَةِ، كَالفِكْرِ فِي مَعَانِي المَتْلُوِّ مِن القُرْآنِ العَزِيزِ، وَالمَذْكُورِ مِن الدَّعَواتِ وَالأذْكَارِ، وَلاَ نُرِيدُ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ الآخِرَةِ كُلَّ أَمْرٍ مَحْمُودٍ أَو مَنْدُوبٍ إليْهِ، فَإِنَّ كَثِيراً مِن ذَلِكَ لا يَتَعَلَّقُ بِأَمْرِ الصَّلاَةِ، وَإِدْخَالُهُ فِيهَا أَجْنَبِيٌّ عَنْهَا، وَقَدْ رُوِيَ عَن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ قَالَ: (( إِنِّي لأُجَهِّزُ الجَيْشَ وَأنَا فِي الصَّلاَةِ ))، أَو كَمَا قَالَ، وَهَذِهِ قُرْبَةٌ، إِلاَّ أنَّهَا أجْنَبِيَّةٌ عَن مَقْصُودِ الصَّلاَةِ.




_: قَولُهُ: ((غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ))، ظَاهِرُهُ العُمُومُ فِي جَميعِ الذُّنُوبِ، وَقَدْ خَصُّوا مِثْلَهُ بِالصَّغَائِرِ، وَقَالُوا: إنَّ الكَبائِرَ إِنَّمَا تُكَفَّرُ بِالتَّوْبَةِ، وَكَأنَّ المُسْتَنَدَ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ وَرَدَ مُقَيَّداً فِي مَوَاضِعَ، كقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ))، فَجَعَلُوا هَذَا القَيْدَ فِي هَذِهِ الأُمُورِ مُقَيِّداً للْمُطلَقِ فِي غَيْرِهَا
{إحكام الأحكام لتقي الدين ابن دقيق العيد}
--------------------------------------------------------------------------

المستفاد من الحديثِ:
1- مشروعيَّةُ غسلِ اليدينِ ثلاثاً قبلَ إدخالِهما في ماءِ الوضوءِ عند التوضُّؤِ.
2- التيامُنُ في تناولِ ماءِ الوضوءِ لغسلِ الأعضاءِ.
3- مشروعيَّةُ التمضمضِ، والاستنشاقِ، والاستنثارِ علَى هذا الترتيبِ.
ولا خلافَ في مشروعيَّتِهما، وإنَّما الخلافُ في وجوبِهما، وتقدَّمَ أنَّهُ هو الصحيحُ.
4- غسلُ الوجهِ ثلاثاً، وحدَهُ: من منابتِ شعرِ الرأسِ إلَى الذقنِ طولاً، ومن الأذنِ إلَى الأذنِ عرضاً، وكذلك يُثلَّثُ في المضمضةِ والاستنشاقِ، لأنَّ الأنفَ والفمَ من مُسمَّى الوجْهِ. فالوجهُ عندَ العربِ ما حصلتْ بهِ المواجهةُ.
5- غسلُ اليدينِ مع المرفقينِ ثلاثاً.
6- مسحُ جميعِ الرأسِ مرَّةً واحدةً. يُقْبِلُ بيدَيْهِ عليهِ، ثم يُدْبِرُ بهما.
7- غسلُ الرجليْنِ مع الكعبيْنِ ثلاثاً.
8- وجوبُ الترتيبِ في ذلك، لإدخالِ الشارعِ الممسوحَ، وهو الرأسُ، بينَ المغسولاتِ. ملاحظةً للترتيبِ بينَ هذهِ الأعضاءِ.
9- أنَّ هذهِ الصفةَ هي صفةُ وضوءِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوَسَلَّمَ الكاملةُ.
10- مشروعيَّةُ الصلاةِ بعدَ الوضوءِ.
11- أنَّ سببَ تمامِ الصلاةِ وكمالِهَا، حضورُ القلبِ بينَ يدَيِ اللَّهِ تعالَى، وفيهِ الترغيبُ بالإخلاصِ، والتحذيرُ من عدمِ قبولِ الصلاةِ ممَّن لَهَا فيهَا بأمورِ الدنيا. ومَن طرأتْ عليهِ الخواطرُ الدنيويَّةُ، وهو في الصلاةِ، فطردَهَا يُرجَى لهُ حصولُ هذا الثوابِ.
12- فضيلةُ الوضوءِ الكاملِ، وأَنَّهُ سببٌ لغفرانِ الذنوبِ.
13- إنَّ الثوابَ الموعودَ بهِ يترتَّبُ علَى مجموعِ الأمْرَيْنِ، وهما الوضوءُ علَى النحوِ المذكورِ، وصلاةُ ركعتيْنِ بعدَهُ علَى الصفةِ المذكورةِ، ولا يترتَّبُ علَى أحدِهما فقطْ، إلا بدليلٍ خارجيٍّ. وقد خصَّ العلماءُ الغفرانَ الذي هنا بصغائرِ الذنوبِ، أمَّا الكبائرُ فلا بدَّ لغُفرانِهَا من التوبةِ منهَا، قالَ تعالَى: { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } [ سورةُ النساء آية31].

تنبيه:
..ما يؤخذ من الحديث معلوم أن فيه التعليم بالفعل لأنه قد يكون أتم من التعليم بالقول , الإنسان إذا قلت له إذا توضأت فقل كذا وقل كذا قد لا يفهم حتى تأتي بالماء وتقول هكذا هو الوضوء : اغسل يديك مثلي هكذا , امسح رأسك هكذا , فإذا شاهد بعينيه كان ذلك أبلغ لفهمه ومعرفته , هكذا فعل النبي عليه السلام وهكذا فعل عثمان وغيره من الصحابة الذين علّموا الناس بالأفعال زيادة على التعليم بالأقوال .
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
-------------------------------------------------------------
المراجع
إحكام الأحكام لتقي الدين ابن دقيق العيد
تيسير العلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

تفسير حديث  عثمان في كيفية وضوء النبي توضيح المعنى والمستفاد والسرحان في ا



تفسير حديث  عثمان في كيفية وضوء النبي توضيح المعنى والمستفاد والسرحان في ا

تفسير حديث  عثمان في كيفية وضوء النبي توضيح المعنى والمستفاد والسرحان في ا




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: تفسير حديث عثمان في كيفية وضوء النبي توضيح المعنى والمستفاد والسرحان ف

رد: تفسير حديث  عثمان في كيفية وضوء النبي توضيح المعنى والمستفاد والسرحان ف

إظهار التوقيع
توقيع : مريم 2


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
بنك معلومات (ثقافة عامة) درة مكنونة منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل أم أمة الله فتاوي وفقه المرأة المسلمة
ابو عثمان لشراء الاثاث المستعمل غرف نوم مكيفات مطابخ بالرياض ام النذير سوق المستعمل
زواج النبي صل الله عليه وسلم،امهات المؤمنين الحوراء25 قصص الانبياء والرسل والصحابه
كيف ربى النبى بناته dreaming girl قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 07:02 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل