أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .

التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .

التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
السؤال:
التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
يقول الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ )المائدة /18. ويقول في محكم تنزيله : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ) مريم /92 . والسؤال :

لمَ لا نجد النهي والزجر والوعيد وفساد الأمر لليهود والنصارى في الآيات الأولى من سورة المائدة ، بينما نجد ذلك في آيات مريم التي نسب فيها النصارى المسيحَ لله ـ نسب الأبوة ـ علماً أن المائدة ومريم آياتهما تنزه الباري عن الشريك والولد ؟

التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
الجواب :
التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
الحمد لله
التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
أولًا:
التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
إن من أعظم خصائص خطاب الله تعالى لأصناف الناس في القرآن التنوع ، فتجد الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، وتجد خطاب العامة والخاصة، وغيرها من وجوه الفصاحة والبلاغة.
ومن ذلك خطاب الله تعالى لأهل الكتاب في القرآن ، فقد تنوع الخطاب القرآني لأهل الكتاب بين الترغيب والترهيب ، فتارة يدعوهم إلى التوبة والاستغفار، وتارة يحذرهم من العقاب ويخوفهم من مصيرهم وجزاءهم إن هم استمروا على كفرهم ، وأصروا على عدوانهم .
التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
ثانيًا:
التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
الذي يظهر ، والله أعلم ، في الفرق بين خطاب الله تعالى الوارد في سورة المائدة، وخطابه الوارد في سورة مريم، ما يلي:
أن الخطاب في سورة المائدة أتى ردًا على قولهم: ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) المائدة/18.

وقولهم هذا يحتمل أمورا :
إما أنهم أرادوا أنه - تعالى - : في بره ورحمته وعطفه على عباده الصالحين ، كالأب الرحيم لولده.
أو أنهم أرادوا بذلك أنهم أبناء رسل الله ، فذكروا ذلك ، من باب حذف المضاف .
وبالجملة: فإنهم رأوا لأنفسهم فضلا، فرد الله عليهم قولهم ، فقال ( فلم يعذبكم بذنوبكم ) .
ينظر: "تفسير القرطبي"(6/ 120).
وقوله تعالى: ( بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ) المائدة/ 18، يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل لهم: ليس الأمر كما زعمتم أنكم أبناء الله وأحباؤه ، بل أنتم بشر ممن خلق، يقول: خلق من بني آدم ، خلقكم الله مثل سائر بني آدم ، إن أحسنتم جوزيتم بإحسانكم ، كما سائر بني آدم مجزيون بإحسانهم ، وإن أسأتم جوزيتم بإساءتكم ، كما غيركم مجزي بها ، ليس لكم عند الله إلا ما لغيركم من خلقه ، فإنه يغفر لمن يشاء من أهل الإيمان به ذنوبه ، فيصفح عنه بفضله ، ويسترها عليه برحمته ، فلا يعاقبه بها ...
( ويعذب من يشاء) البقرة/284 ، يقول: " ويعدل على من يشاء من خلقه ، فيعاقبه على ذنوبه ، ويفضحه بها على رءوس الأشهاد ، فلا يسترها عليه .
وإنما هذا من الله عز وجل : وعيد لهؤلاء اليهود والنصارى ، المتَّكِلين على منازل سلفهم الخيار عند الله ، الذين فضلهم الله بطاعتهم إياه ، واجتنابهم معصيته ، لمسارعتهم إلى رضاه ، واصطبارهم على ما نابهم فيه.
يقول لهم: لا تغتروا بمكان أولئك مني ، ومنازلهم عندي ، فإنهم إنما نالوا مني بالطاعة لي ، وإيثار رضاي على محابهم ، لا بالأماني ، فجِدُّوا في طاعتي ، وانتهوا إلى أمري ، وانزجروا عما نهيتهم عنه ، فإني إنما أغفر ذنوب من أشاء أن أغفر ذنوبه من أهل طاعتي ، وأعذب من أشاء تعذيبه من أهل معصيتي ، لا لمن قربت زلفة آبائه مني ، وهو لي عدو ، ولأمري ونهيي مخالف" انظر" جامع البيان"(8/ 271 - 272).
التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
فالحاصل :
التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .
أن الله تعالى رد مقالتهم، في الآية المذكورة في السؤال ، من سورة المائدة ، وهي ليست في قوة المقالة سورة مريم عليها السلام، فإن فيها ادعاء الولد لله تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا .
مع أن ينبغي الانتباه إلى أن سورة المائدة ، قد ورد فيها ـ أيضا ـ في موطن آخر ، رد مقالة النصارى ، وشركهم بالله ، ودعواهم له الولد ، وصرحت بأنهم كفروا بذلك القول .
قال الله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة /17 .
وقال تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) المائدة/72-77 .
وفي أواخر السورة : بيان شهادة عيسى عليه السلام ، على كفر من كفر به ، يوم القيامة ، وبراءته من شركهم ، ودعواهم فيه الألوهية ، هو وأمه عليهما السلام .
وأما ذكر كفر اليهود ، وبيان موجبات اللعنة التي حاقت بهم ، فهو مذكور في السورة في مواضع ، يمكن مراجعتها ، وتأملها على مهل .

والله أعلم .







التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#2

افتراضي رد: التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .

يسلموووووووووو
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .

جزآكي الله خيرا
بميزآن حسنآتك

إظهار التوقيع
توقيع : حڸآۉة آڸرۉح
#4

افتراضي رد: التعليق على قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) .

بارك الله فيكِ واحسن اليكِ
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
اصول الاسلام الثلاثة سرين سارة المنتدي الاسلامي العام
أسلوب التهديد في القرآن اماني 2011 المنتدي الاسلامي العام
هل تعرفوا قصة البقرة ميلودى؟؟ هااام لا يفوتك أم أمة الله المنتدي الاسلامي العام
سيرة المصطفى من المنشا للبعثة,مقال شامل عن سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ام الاء وبيان2 السنة النبوية الشريفة
معالم قرانية في تاريخ اليهود ام عشتار القرآن الكريم


الساعة الآن 02:28 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل