دعاء منتشر على النت ،كلام لكعب الأحبار في الاستعاذة بكلمات الله التامات وأ
دعاء منتشر على النت ،كلام لكعب الأحبار في الاستعاذة بكلمات الله التامات وأسمائه الحسنى، هل يحتج به ؟
السؤال: عن القعقاع بن حكيم : " أن كعب الأحبار قال : لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود حمارا ، فقيل له : وما هن ؟ ، فقال : أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وبرأ وذرأ " رواه الإمام مالك. لم أجد كثيرًا من الكلام عليه لأهل العلم ، فهل يجوز التكلم بهذه الكلمات استنادًا لكلام كعب الأحبار، وهل لها حكم الرفع ؟ وهل يجوز المداومة عليهن مع أذكار الصباح والمساء قبل الغروب والشروق استنادًا لمن احتج بفضيلة التسبيح أو الذكر في ذلك الوقت ؟ والرجاء تخريج الحديث ؟
الجواب : الحمد لله قال الإمام مالك رحمه الله في "الموطأ" (3502) عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ؛
وهذا إسناد صحيح عن كعب . القعقاع بن حكيم ، وثقه أحمد وابن معين ، وقال أبو حاتم ليس بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: "التهذيب" (8/383) . وسمي مولى أبي بكر ثقة ، وثقه أحمد وأبو حاتم والنسائي . انظر: "التهذيب" (4/239) . وكعب الأحبار، هو أبو إسحاق كعب بن ماتع الحميري ، تابعي ثقة . وكان من علماء اليهود ، وله اطلاع تام على كتب بني إسرائيل . وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (203848) ، (221139) . وهذا الدعاء ليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هو من كلام كعب الأحبار ، وكعب ليس صحابيا ، بل هو من التابعين ، وليس لكلامه ، ولا أخباره : حكم الرفع ؛ فإن الذي يحكم له بالرفع ، عند بعض أهل العلم :
ما روي عن الصحابي ، مما لا يقال مثله بالرأي ، شريطة ألا يكون معروفا بالأخذ عن أهل الكتاب ؛ وكعب ـ ليس صحابيا ، كما مر ، وهو من مسلمة أهل الكتاب ، بل هو من علماء أهل الكتاب ؛ فكيف يكون لكلامه حكم الرفع ؟! غير أن هذا الدعاء : هو دعاء حسن في نفسه ؛ فإذا دعا به المسلم : فلا حرج عليه ،
غير أنه لا يجعله من أذكار الصباح والمساء ، وأوراده التي يداوم عليها ، فإن ما يؤمر المسلم بالمداومة عليه هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الدعاء . ويغني عن ذلك كله : ما رواه الإمام أحمد (15461) ، وابن أبي شيبة (23601) عن أبي التَّيَّاحِ، قَالَ:
وهذا الذكر يقال عند الفزع بالليل وحصول الأرق ، وعندما يخشى المسلم من الشيطان كيدا ، فيقول هذا الذكر ، فيُذهب الله كيد الشيطان .
وقد ذكره ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (ص 530) من حديث ابن مسعود بنحوه ، وبوب له : " ذكر مَا يكب العفريت ويطفئ شعلته ". وليس هذا من أذكار الصباح والمساء . والله تعالى أعلم .