أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=83646
3252 4
#1

افتراضي رواية (مراهقات)4



الفصل الرابع


افترقت منى عن صديقاتها و هي تحس باختناق كبير، تفادت إيمان و أحلام التعليق على ما حصل في المقهى مراعاة لمشاعرها و هذا زادها حنقا و بعثر ثورة عارمة في روحها فتظاهرت بالألم و اعتذرت منهن لأن صداعا رهيبا يفتك برأسها كما قالت
كانت هبة في عالم آخر، لم تفهم حرفا مما يجري و بدت مبهورة و سعيدة أن رجلا اهتم بها و تمنى معرفتها بل و راعى لمنظرها أمام الناس فلم يرد أن يكلمها في مكان عام ليجنبها الإحراج، سعادة هبة كانت المصدر الرئيسي لتعب منى و ضيق صدرها.
كانت منى تمشي في الشارع و روح غاضبة مجنونة تغلي بداخلها، يجب أن تفعل شيئا لتريح نفسها لأنها لا تستطيع الذهاب إلى المنزل و هذا الغضب يأكل من هدوءها و يحيل السلام النفسي إلى ضرب من الخيال.
كانت تمشي غارقة في أفكارها عندما لمحت سلمى و وليد جيرانها، زوجين شابين، لمحاها فنادتها سلمى
سلمى: منى، كيف حالك؟
منى: الحمد لله
سلمى: ذاهبة إلى البيت؟
أومأت منى برأسها إيجابا
ابتسمت سلمى في رقة و تأبطت ذراع منى قائلة
سلمى: إذا نقلك معنا
جرت سلمى منى إلى حيث تقف سيارة زوجها و فتحت لها الباب الخلفي بينما جلست هي إلى جانب مقعد السائق، كان زوج سلمى قد توقف أمام محل فاكهة، لم يتأخر وليد، إذ رأته منى يمشي في اتجاه السيارة و يده محملة بالأكياس، كان وسيما بحق، فكرت منى بأن سلمى عادية جدا و لا تستحق رجلا مثله، ترى ما الذي يجذبه إليها؟

يجذبه إليها نفس ما جذب رجل المقهى الوسيم إلى هبة.
أخذ وليد مكانه أمام عجلة القيادة وتحركت السيارة تشق طريقها بين سيل السيارات الذي يملأ شوارع المدينة، كانت منى تنظر إلى وليد عبر مرآة السيارة الأمامية، ظلت تنتظر بصبر أن تلتقي بعينيه عبر المرآة لكنه كان منشغلا، رفعت نفسها لترى ما يشغله فلاحظت أنه يسوق بيد واحدة بينما يده الأخرى ترتاح في رقة على بطن زوجته التي ارتسمت ابتسامة ملائكية على ملامحها و غطت يده بكلتا يديها و هي تتنهد و تغمض عينيها.
عادت منى للغوص في المقعد الخلفي و قد تضاعف غضبها، إنها تكره أمثال سلمى و هبة، حظهن من السماء، كيف يحصلن على كل هذا الحب دون أدنى مجهود؟؟؟؟؟
توقفت السيارة أمام العمارة التي تسكنها منى و والدتها، ترجلت و راقبت بصمت كيف نزل وليد جريا ليفتح الباب لزوجته و يساعدها على النزول من السيارة برفق كما لو كانت امرأة من زجاج.
بان الإمتعاض على ملامحها و هي تراقب سيل الحب المتدفق بين الزوجين، هذا ما كان ينقصها، في البدأ كانت هبة و الآن هاذان الإثنان.
تقدمت منى إليهما بعد أن رسمت ابتسامة جميلة على وجهها
منى: شكرا على التوصيلة




وليد: آنسة منى، من فضلك، رافقي سلمى إلى البيت، إنها تخاف المصعد و أنا أخاف أن تشعر بالدوار على السلالم، سأركن السيارة بسرعة و أعود.
كتمت منى غيضها، ما كل هذه الميوعة، دارت إحساسها و أجابته برقة
منى: كن مطمئنا سأهتم بها
رافقت منى سلمى و هي تمشي برقة على السلالم
سلمى: آسفة لإزعاجك منى
سكتت سلمى لبرهة ثم أضافت بخجل
سلمى: نحن ننتظر مولودا و وليد يخاف علي
تنهدت منى و لسان حالها يقول "اللهم طولك يا روح"، وصلتا إلى الطابق الثاني، كانت شقتاهما متلاصقتين، أصرت سلمى أن تدخل منى لتشرب عصيرا ينعشها، ولجتا إلى الشقة النظيفة التي تفوح منها رائحة معطر الجو المنعشة، وضعت سلمى حقيبتها و هاتفين نقالين على مائدة غرفة الجلوس و ذهبت إلى المطبخ لتحضر العصير لمنى التي كانت تنظر إلى الهاتفين و بذرة فكرة جهنمية تنمو في عقلها، كانت تعرف هاتف سلمى تركته و أخذت الهاتف الآخر،لا بد أنه هاتف وليد، إنها واثقة من ذلك، بدأت تضغط أزراره بسرعة، ثم أعادته إلى المنضدة قبل أن تدخل سلمى بصينية عليها كوب عصير بارد.
شربت منى العصير بسرعة ثم استئذنت من سلمى و خرجت متجهة إلى شقتها، دخلت مباشرة إلى غرفتها، جلست على سريرها و عادت إليها ذكريات هذا اليوم الحافل بدء ا بسرقتها لبطاقة والدتها و مرورا بوسيم المجمع الإقتصادي و انتهاء بسلمى الغبية و زوجها، أحست بأنها مظلومة و ضعيفة و لا حظ لها في هذه الدنيا، كان هذا الإحساس يرافقها دوما، لم تشعر أبدا بالرضا و لطالما تساءلت كيف يعيش كل هؤلاء الناس و من أين يأتون بالرضا؟؟
تدفقت دموعها غزيرة، مشاعر شتى تلتهم أعصابها، لا تعرف لماذا تنهمر دموعها، كل ما تعرفه هو أنها مخلوقة تعيسة، و تعاستها لا يجب أن تبقى حبيسة حياتها بل يجب أن تعم على حياة كل من تعرف و لم لا من لا تعرف أيضا؟؟؟؟



الفصل الخامس


دخلت كريمة الى غرفة ابنتها منى، فوجدتها تغط في النوم، نظرت إليها بحنان و قبلت جبينها، انها تحمد الله أن ابنتها عاقلة و رزينة فعندما تسمع ما يحدث مع صديقاتها و بناتهن تشعر بالرعب، هذه المرحلة من العمر حساسة جداً و تحتاج الى الرعاية المكثفة، لكن ابنتها برهنت على انها استثناء، لم تخلق لها اي مشكل من اي نوع ساذجة و بريئة و فوق كل ذلك متفوقة في دراستها، ان لسانها لا يتوقف عن الحمد و الشكر لأنها رزقت بابنة مثل منى.
فتحت منى عينيها فرأت والدتها تتطلع إليها بحنان
منى: ما الامر ماما؟؟؟
كريمة: لا شيء، هيا استيقظي، لا تنامي دون عشاء لقد حضرت أقراص البيتزا التي تحبينها
ابتسمت منى لوالدتها و قالت
منى: مممم ذكر البيتزا جعلني أشعر بالجوع هيا بنا
قفزت منى من سريرها و ذهبت الى غرفة الطعام، كانت المائدة جاهزة عليها أقراص البيتزا الشهية و مشروبها الغازي المفضل، أخذت مكانها على المائدة و بدأت تتناول عشاءها بشهية، جلست والدتها إلى جانبها و هي لا تتوقف عن النظر إليها بفخر.
كانت هناك فكرة تداعب منى فنظرت إلى والدتها الطيبة و قالت لها و فمها مليء بالطعام
منى: ماما هل تعلمين بان سلمى جارتنا حامل؟؟؟
ابتسمت كريمة و قالت
كريمة: طبعا اعرف
منى: لم لا نناديها لتأكل معنا فرائحة أكلك الشهية ماما ستكون حتما وصلت إليها
تنهدت كريمة بفرح و هي تنظر إلى ابنتها الطيبة
كريمة: طبعا، فكرة جيدة منى، ابقي هنا سأذهب لأحضرها
ابتسمت منى و ذهبت لتحضر هاتفها النقال داعبت أزراره في سرعة ثم وضعته بجانبها على المائدة و عادت لتناول الطعام بشهية منقطعة النظير، زادت ابتسامتها اتساعا عندما لمحت والدتها تدخل الغرفة برفقة سلمى التي أغمضت عينيها و هي تستنشق رائحة الأكل الطيبة
سلمى: مممم تبدو شهية
كانوا يأكلون في جو من المرح عندما رن هاتف منى رنة تدل على وصول رسالة، أخذت هاتفها و نظرت إليه ثم رسمت تعبيرا باكيا على وجهها و قالت بصوت متهدج
منى: أوه لم أعد أستطيع الإحتمال من هذا الذي يتلاعب بي؟
جرت كريمة لتحيط كتفي ابنتها بذراعها في رعب
كريمة: منى، ابنتي ماذا بك؟؟؟ تكلمي
أشارت سلمى إلى هاتف منى و هي تقول
سلمى: إنها الرسالة التي وصلتها الآن
أومأت منى برأسها إيجابا و قالت بصوتها الباكي
منى: هناك شخص ما يتحرش بي عن طريق الرسائل، لقد صبرت كثيرا لكنني اليوم لم أعد أقوى على الإحتمال، انظري ماما انظري سلمى ماذا كتب لي
أخذت هاتفها لتريهما الرسالة، نظرت سلمى و كريمة إلى الرسالة ثم شهقتا رعبا عندما قرأتا الغزل الفاحش و الكلام الجريء
كريمة: من هذا الحيوان الذي سمح لنفسه بقول مثل هذا الكلام لطفلة؟؟ هذا المجرم سيفتح أعين ابنتي على عالم متسخ لطالما حاولت إبعادها عنه
أرادت كريمة أخذ الهاتف لكن يد منى سبقتها إليه بعفوية، لن تسمح لهما باكتشاف ساعة وصول الرسالة التي بعثتها بنفسها إلى هاتفها من هاتف وليد.
بدأت منى تضرب أزرار هاتفها بسرعة و أخرجت الرقم و صرخت بصوتها المتهدج
منى: هذا رقمه، اتصلي به ماما ارجوك كلميه لست اريد ان تصلني أية رسائل كهذه مجددا
كانت كريمة تحبس دموعها فهي لا تريد أن تفضح ضعفها أمام ابنتها، بدأت تبحث عن هاتفها لتتصل بهذا الرقم و تعلم صاحبه الأدب، لكنها لم تجد هاتفها في أي مكان فاتجهت بخطى ثائرة إلى الهاتف الثابت فقط لتكتشف أن لا حرارة فيه فتدخلت سلمى و قد أخفقت لحال الأم التي تحاول يائسة إخفاء دمعها و حال البنت التي صدمت لما في الرسالة من كلام لم يسبق لها التعامل مع مثله، فأخرجت هاتفها من جيبها و طلبت من منى أن تعطيها الرقم، أدخلت كود الإخفاء بسرعة و بدأت تضرب أزرار الهاتف و شهقت عند آخر رقمين، مستحيل، احتبس الكلام في حلقها و تجمدت الدماء في عروقها و تحولت الدنيا بأسرها في عينيها إلى أرقام متناثرة تدور حولها.
كانت منى تراقب تعابير وجه سلمى في استمتاع سادي بينما كريمة تنتظر أن تتصل سلمى بالرقم، طال صمت هذه الأخيرة و غشي الدمع أعينها فوضعت كريمة يدها على كتفها
كريمة: ما الامر سلمى؟!؟؟؟
أعتصرت سلمى هاتفها في قبضتها الصغيرة و قالت بارتباك
سلمى: لا شيء...تذكرت بأنه لا رصيد في هاتفي، اعذرني أشعر ببعض الدوار يجب أن أذهب
تحركت سلمى نحو الباب و هي تتعثر في خطاها بينما جلست كريمة منهارة على أقرب كرسي تتهانف بعد أن أطلقت لدموعها العنان بينما اعتلت ابتسامة قبيحة ملامح منى التي - و ياللغرابة - لم تشفق لحال أي من المرأتين الطيبتين



إظهار التوقيع
توقيع : ايفين
#2

افتراضي رد: رواية (مراهقات)4

شكرا ياقمر في انتظار جديديك
إظهار التوقيع
توقيع : لولو حبيب روحي
#3

افتراضي رد: رواية (مراهقات)4

ااااااااااه

اكملى

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#4

افتراضي رد: رواية (مراهقات)4

منووووووورين
إظهار التوقيع
توقيع : ايفين
#5

افتراضي رد: رواية (مراهقات)4




قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
رواية الحب المحرم / بقلم ريموووو بنت البحرين / رواية حب / راويه رومنسيه ريموووو أقلام عدلات الذهبية
جميع روايات ريموووو بنت البحرين المكتمله,روايات ريموووو المكتمله,هنا جميع روايات ريموووو قصص - حكايات - روايات
رواية فوضى الحواس للكاتبة أحلام مستغانمي ريموووو مكتبة عدلات
نجيب محفوظ ريموووو شخصيات وأحداث تاريخية
رواية الحب المحرم بقلم ريموووو بنت البحرين،رواية حب.راويه رومنسيه ريموووو أقلام عدلات الذهبية


الساعة الآن 03:22 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل