مقدمة : ممّا لا شكّ فيه أنّ هذا الموضوع هو من الموضوعات الهامّة في حياتنا، ولذلك سوف أكتب عنه في السّطور القليلة القادمة، متمنّياً من الله تعالى أن ينال إعجابكم، ويحوز على رضاكم، وأبدأ ممسكاً بالقلم مستعينا بالله، لأكتب على صفحةٍ فضيّةٍ كلماتٍ ذهبيّةٍ، تشعّ بنور المعرفة، بأحرف لغتنا العربيّة، لغة القرآن الكريم .
الموضوع : في هذه الأيام يطل علينا عام دراسي جديد، آمل أن يكون مفعماً بالنجاح والازدهار لجميع أبنائنا الطلاب والطالبات في جميع مراحل التعليم، بدءاً من رياض الأطفال وحتى الجامعة ,وهذه بعض الهمسات للطلاب والطالبات وأولياء الأمور من أجل عام دراسي مثمر ,ولنبدأ بأولياء الأمور الذين استعدوا لهذا العام مادياً ومعنوياً وأقول لهم إن تلبية الأمور المادية ليست كافية بل لابد من تدعيمها بكثيرمن تلبية الحاجات النفسية والعاطفية والاجتماعية للأبناء.
فليس كافياً شراء وتوفيرالكتب والكراريس والأقلام والحقائب، بل لابد من حث الطالب أو الطالبة على الدراسةالجادة والمثابرة منذ بداية العام الدراسي ,إن الاهتمام بالأمور الماديةعند بعض أولياء الأمور ربما يفوق الاهتمام بالنواحي النفسية مثل توفير الجو الهادئوالمناسب للدراسة في المنزل، أو مثل الذهاب مع الطفل إلى الروضة أو المدرسة منذبداية العام لبث الطمأنينة في نفس الطفل إذا كان يلتحق لأول مرة بالمدرسة.
ومن المستحسن على الأب مشاركة الأم في تربية الأبناء ومتابعتهم دراسياً، لأن للأب دوراً مهماً في العملية التربوية ,ومن المهم أن لايكون للسائقين والخدم دور في تلبية طلبات الأبناء لئلا يعتمدوا عليهم مما يكون لهالأثر السيئ من الناحية النفسية والتربوية ,كما أن على الآباء والأمهات أن يعدّوا أبناءهم وبناتهم تربوياً والحرص على تنمية السلوكيات الإيجابية مثل التعامل الجيد مع الآخرين والاحترام المتبادل مع الغير وخاصة مع المعلمينوالمعلمات.
وأن يكون هناك متابعة مستمرة من الأهل لأبنائهم من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية ومثمرة في الدراسة، وأن يزرعوا الثقة في نفوسهم ,أما المعلمون والمعلمات فعليهم دور كبير في تهيئة الجو الدراسي المناسب لطلابهم وطالباتهم ,ومن ذلك أن يتحلوا بالصبر والحكمة وإتاحة الفرصة للجميع من أجل التعبير عن آرائهم ومشاعرهم، فالمدرسة هي مصنع الرجال والنساء من أجل مستقبل أفضل.
ومن المفضل عدم التمييز بين الطلاب الناجحين وغيرهم من الطلاب الذين قصروا في السنوات الماضية! إنها فرصة لكي ينجح المقصر وأن يتفوق المجتهد ,ولذلك فإن المعلمين والمعلمات مطالبون بأن لا يميزوا بين الطلاب وأن يعطوا الجميع الفرصة للدراسةالمثمرة والإبداع.
وهذا يتطلب من الإدارة والمعلمين والمعلمات أن يشجعوا المواهب والقدرات الفردية من خلال الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية في المدرسة ,ومن المهم أن يبدأ الطالب أو الطالبة في تنظيم وقته من أجلالمذاكرة منذ اليوم الأول لبدء الدراسة، مع تجنب السهر قدر الإمكان ,وعليه أنيستفيد من الإمكانات الكبيرة التي وفرتها حكومتنا الرشيدة من أجل مزيد من التفوق إنشاء الله.
أما الطالب الجامعي فعليه أن يحرص على الحضور المستمر وعدمالتغيب إطلاقاً عن المحاضرات وخاصة المحاضرات الأولى، حيث يميل أغلب المحاضرين إلىتوضيح خطة الدراسة وتوزيع المحاضرات،
وتقديم بعض المعلومات الأساسية التي تتعلق بالكتب المقررة والمراجع الدراسية المهمة ,ومن المستحسن أن لا يتسرع الطالب الجامعي في الحكم على أُستاذه من أول محاضرة، بل عليه أن يستفيد من محاضراته وآرائه بقدر الإمكان .
الخاتمة : وهكذا فإنّ لكلّ بدايةٍ نهايةً، وخير العمل ما حسن آخره، وخير الكلام ما قلّ ودلّ، وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنّى أن أكون موفّقاً في سردي للعناصر السّابقة، سرداً لا ملل فيه، ولا تقصير، موضّحاً الآثار الإيجابيّة والسلبيّة لهذا الموضوع الشّيق الممتع، وفّقني الله وإيّاكم لما فيه صالحنا جميعاً.
بالتوفيق لكل الطلاب .