أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129127 تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (58- 62)

[IMG]https://***- /bas/0005.gif[/IMG]

تفسير ما تيسر من سورة يوسف
تفسير الآيات (58- 62)



[IMG]https://***- /fa/0130.gif[/IMG]






{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61){وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)


[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]


شرح الكلمات:
{وجاء إخوة يوسف}: من أرض كنعان لما بلغهم أن ملك مصر يبيع الطعام.
{وهم له منكرون}: أي غير عارفين أنه أخوهم.
{ولما جهزهم بجهازهم}: أي أكرمهم وزودهم بما يحتاجون إليه في سفرهم بعدما كال لهم ما ابتاعوه منه.وأصل الجهاز- بفتح الجيم وكسرها قليل-: ما يحتاج إليه المسافر من زاد ومتاع، يقال: جهزت المسافر، أى هيأت له جهازه الذي يحتاج إليه في سفره، ومنه جهاز العروس وهو ما تزف به إلى زوجها، وجهاز الميت وهو ما يحتاج إليه في دفنه
{بأخ لكم من أبيكم}: هو بِنْيامين لأنه لم يجئ معهم لأن والده لم يقدر على فراقه.
{ أُوفِي الْكَيْلَ } المراد بإيفاء الكيل: إتمامه بدون تطفيف أو تنقيص.
{سنراود عنه أباه}: أي سنجتهد في طلبه منه.
{وقال فتيانه}: أي غلمانه وخدمه.
{بضاعتهم}: أي دراهمهم التي جاءوا يمتارون بها.


[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]


معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في الحديث عن قصة يوسف عليه السلام وتتبع أحداثها، إنه بعد أن ولي يوسف أمر الوزارة ومرت سنوات الخصب وجاءت سنوات الجدب فاحتاج أهل أرض كنعان إلى الطعام كغيرهم فبعث يعقوب عليه السلام بنيه يمتارون وكانوا عشرة رجال بعد أن علم أن ملك مصر يبيع الطعام،



_قال تعالى مخبراً عن حالهم: {وجاء إخوة يوسف} أي من أرض كنعان {فدخلوا عليه} أي على يوسف {عرفهم وهم له منكرون} أي لم يعرفوه لتغيره بكبر السن وتغير أحواله
_وقوله تعالى: {ولما جهزهم بجهازهم} أي كال لهم وحَمَّل لكل واحد بعيره بعد أن أكرمهم غاية الإِكرام {قال ائتوني بأخل لكم من أبيكم} ولا شك أنه قد سألهم عن أحوالهم فأخبروه عن أبيهم وأولاده بالتفصيل فلذا قال لهم {ائتوني بأخ لكم من أبيكم} وهو بنيامين ورغبهم في ذلك...
_بقوله: {ألا ترون أني أوفِ الكيل وأنا خير المنزلين} أي خير المضيفين لمن نزل عليهم {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون}.
_ثم أتبع هذا الترغيب بالترهيب فقال: فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ.
أى: لقد رأيتم منى كل خير في لقائكم معى هذا، وقد طلبت منكم أن تصحبوا معكم أخاكم من أبيكم في لقائكم القادم معى، فإن لم تأتونى به معكم عند عودتكم إلى، فإنى لن أبيعكم شيئا مما تريدونه من الأطعمة وغيرها، وفضلا عن ذلك فإنى أحذركم من أن تقربوا بلادي فضلا عن دخولها.

هذا التحذير منه- عليه السلام- لهم، يشعر بأن إخوته قد ذكروا له بأنهم سيعودون إليه مرة أخرى، لأن ما معهم من طعام لا يكفيهم إلا لوقت محدود من الزمان.
_بعد هذا الإِلحاح عليهم و الترغيب بالترهيب أجابوه بما أخبر تعالى به عنهم بقوله: {قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون} أي سنبذل جهدنا في طلبه حتى نأَتي به، {وإنا لفاعلون} كما أخبرناك.
_وقوله تعالى: {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم} يخبر تعالى عن قيل يوسف لغلمانه اجعلوا دراهمهم التي اشتروا بها الطعام في رحالهم من حيث لا يشعرون {لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون} كل هذا كان رغبة من يوسف في إحضار أخيه الشقيق فجعل رد الدراهم وسيلة لذلك لأنهم إذا وجدوها تحرجوا من أخذها فرجعوا بها...
_وجاءوا بأخيهم معهم، وهو مطلب يوسف عليه السلام حققه الله.


[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]




فى ظلال الآيات:
إنَّ مشهد إخوة يوسف حيث يجيئون من البدو من أرض كنعان البعيدة يبحثون عن الطعام في مصر .ليدل على اتساع دائرة المجاعة , وهنا ندرك كيف وقفت مصر - بتدبير يوسف - منها , وكيف صارت محط أنظار جيرانها ومخزن الطعام في المنطقة كلها .
_وفي الوقت ذاته تمضي قصة يوسف في مجراها الأكبر بين يوسف وإخوته -
_لقد اجتاح الجدب والمجاعة أرض كنعان وما حولها . فاتجه إخوة يوسف - فيمن يتجهون - إلى مصر . وقد تسامع الناس بما فيها من فائض الغلة منذ السنوات السمان . وها نحن أولاء نشهدهم يدخلون على يوسف , وهم لا يعلمون . إنه يعرفهم فهم هم لم يتغيروا كثيرا . أما يوسف فإن خيالهم لا يتصور قط أنه هو ذاك! وأين الغلام العبراني الصغير الذي ألقوه في الجب منذ عشرين عاما أو تزيد من عزيز مصر شبه المتوج في سنه وزيه وحرسه ومهابته وخدمه وحشمه وهيله وهيلمانه؟؟؟
_ولم يكشف لهم يوسف عن نفسه . فلا بد من دروس يتلقونها:
(فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ). .
_ولكنَّا ندرك من السياق أنه أنزلهم منزلا طيبا , ثم أخذ في إعداد الدرس الأول:
(وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ). .
_فنفهم من هذا أنه تركهم يأنسون إليه , واستدرجهم حتى ذكروا له من هم على وجه التفصيل , وأن لهم أخا صغيرا من أبيهم لم يحضر معهم لأن أباه يحبه ولا يطيق فراقه . فلما جهزهم بحاجات الرحلة قال لهم: إنه يريد أن يرى أخاهم هذا .
{ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ}
_وقد رأيتم أنني أوفي الكيل للمشترين . فسأوفيكم نصيبكم حين يجيء معكم ; ورأيتم أنني أكرم النزلاء فلا خوف عليه بل سيلقى مني الإكرام المعهود:
(أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ )؟؟ .
_ ولما كانوا يعلمون كيف يضن أبوهم بأخيهم الأصغر - وبخاصة بعد ذهاب يوسف - فقد أظهروا أن الأمر ليس ميسورا , وإنما في طريقه عقبات من ممانعة أبيهم , وأنهم سيحاولون إقناعه , مع توكيد عزمهم - على الرغم من هذه العقبات - على إحضاره معهم حين يعودون:
(قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ). .
_ولفظ (نراود)يصور الجهد الذي يعلمون أنهم باذلوه . .
أما يوسف فقد أمر غلمانه أن يدسوا البضاعة التي حضر بها إخوته ليستبدلوا بها القمح والعلف . وقد تكون خليطا من نقد ومن غلات صحراوية أخرى من غلات الشجر الصحراوي , ومن الجلود والشعر وسواها مما كان يستخدم في التبادل في الأسواق . . أمر غلمانه بدسها في رحالهم - والرحل متاع المسافر - لعلهم يعرفون حين يرجعون أنها بضاعتهم التي جاءوا بها:
({وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)


[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]


من هداية الآيات:
1- عجيب تدبير الله تعالى إذ رؤيا لملك وتعبير يوسف لها وظهورها كما عبرها كان تدبيراً لولاية يوسف ثم لمجيء إخوته يطلبون الطعام لأهليهم ولتتم سلسلة الأحداث الآتية، فلا إله إلا الله، ولا رب سواه.
2- حسن تدبير يوسف عليه السلام للإِتيان بأخيه بنيامين تمهيداً للإِتيان بالأسرة كلها.
3- أثر الإِيمان في السلوك، إذ عرف يوسف أن أخوته لا يستحلون أكل مال بغير حقه فجعل الدراهم في رحالهم ليرجعوا بها ومعهم أخوهم الذي يريد إحضاره.



[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]


فوائد:
قال السعدى:
قوله{ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ } دل هذا على أن يعقوب عليه السلام كان مولعا به لا يصبر عنه، وكان يتسلى به بعد يوسف، فلذلك احتاج إلى مراودة في بعثه معهم.

_يقول ابن كثير فى تفسيره:
=وذكر السدي : أنه أخذ منهم رهائن حتى يقدموا به معهم . وفي هذا نظر; لأنه أحسن إليهم ورغبهم كثيرا ، وهذا لحرصه على رجوعهم .

=(وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ) قيل : خشي يوسف ، عليه السلام ، ألا يكون عندهم بضاعة أخرى يرجعون للميرة بها . وقيل : تذمم أن يأخذ من أبيه وإخوته عوضا عن الطعام . وقيل : أراد أن يردهم إذا وجدوها في متاعهم تحرجا وتورعا لأنه يعلم ذلك منهم . والله أعلم .
_يقول ابن عاشور:
ودخول إخوة يوسف عليه يدلّ على أنَّه كان يراقب أمر بيع الطعام بحضوره ويأذن به في مجلسه خشية إضاعة الأقوات لأن بها حياة الأمة .
أقول
_أم أمة الله_سبحان الله هكذا يكون الحكام الذين يخشون يوماً يرجعون فيه الى الله!!



[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]


المراجع:
تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم .
تيسير الكريم الرحمن فى تفسيركلام المنان للسعدى
كتاب "التحرير والتنوير" وصاحبه محمد الطاهر بن عاشور
سيد قطب فى ظلال القرآن.
الجزائرى أيسر التفاسير.
الطنطاوى التفسير الوسيط

بارك الله فيكم على طيب المتابعة.. والحمد لله رب العالمين

دمتم طيبين

[IMG]https://***- /flow/0100.gif[/IMG]

تفسير ما تيسر من سورة يوسف   الآيات (58- 62)






إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (58- 62)

.. بوركت حبيبتي ’’ ♥

إظهار التوقيع
توقيع : نَقاء الرُّوح
#3

افتراضي رد: تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (58- 62)

حزاك الله خيرا

#4

افتراضي رد: تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (58- 62)

ربنا يجزيكي خير
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
جميع مرئيات الشيخ الإمام علي جابر النادرة من تراويح وتهجد شهر رمضان من رووية ورهوف صوتيات ومرئيات اسلامية
تفسير ما تيسر من سورة يوسف الآيات (47- 52) أم أمة الله القرآن الكريم
تفسير سورة يوسف الآيات (26- 29) أم أمة الله القرآن الكريم
تفسير سورة يوسف .تفسير الآيات (15- 18) أم أمة الله القرآن الكريم


الساعة الآن 07:14 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل