أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي { ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين} الجزءالثامن والعشرون

[IMG]https://***- /bas/0015.gif[/IMG]


{ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين} الجزءالثامن والعشرون

{ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين}
الجزءالثامن والعشرون
ص 28 : 84


[IMG]https://***- /fa/0130.gif[/IMG]
الفصل الثاني
رحلة المسلم من الجاهلية إلى الإسلام

دفاع الجاهلية عن نفسها

[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]
ما أخطأ المجتمع الجاهلي فهم هذه الدعوة ومراميها، وما غُمَّ على أهله أمرها، وأدركوا عندما قرع أسماعهم صوت النبي صلى الله عليه وسلم أن دعوته إلى الإيمان بالله وحده سهم مسدَّد إلى كبد الجاهلية ونعي لها، فقامت قيامة الجاهلية ودافعت عن تراثها دفاعها الأخير، وقاتلت في سبيل الاحتفاظ به قتال المستميت، وأجلبت على الداعي صلى الله عليه وسلم بخيلها ورجلها، وجاءت بحدها وحديدها:
_ {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ}

ووجد كل ركنٍ من أركان هذه الحياة ومن أثافي الجاهلية نفسه مهدداً وحياته منذرة، وهنا وقع ما تحدث عنه التاريخ من حوادث الاضطهاد والتعذيب، وكان ذلك آية توفيق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أصاب الغرض، وضرب على الوتر الحساس، وأصاب الجاهلية في صميمها وفي مقتلها، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم على دعوته ثبوتاً دونه ثبوت الراسيات، لا يثنيه أذى، ولا يلويه كيد، ولا يلتفت إلى إغراء، ويقول لعمه:
((يا عم لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه

(البداية والنهاية ج 3 ص 33.)) .

[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]


في سبيل الدين الجديد
مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة حجة يدعو إلى الله وحده والإيمان برسالته واليوم الآخر في كل صراحة، لا يكنى ولا يلوّح ولا يلين، ولا يستكين ولا يحابي ولا يداهن ويرى في ذلك دواء لكل داء، وقامت قريش وصاحوا به من كل جانب، ورموه عن قوس واحدة، وأضرموا البلاد عليه ناراً ليحولوا بينه وبين أبنائهم وإخوانهم فأصبح الإيمان به والانحياز له جد الجد، لا يتقدم إليه إلا جاد مخلص.هانت عليه نفسه، وعزم على أن يقتحم لأجله النيران، وتمشي إليه ولو على حسك السعدان.


[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]


فتقدم فتية من قريش لا يستخفهم طيش الشباب، ولا يستهويهم مطمع من مطامع الدنيا، إنما همهم الآخرة وبغيتهم الجنة،
سمعوا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فضاقت عليهم الحياة الجاهلية بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وقلقت بهم مضاجعهم، فكأنهم على الحسك، ورأوا أنهم لا يسعهم إلا الإيمان بالله ورسوله فآمنوا وتقدموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في بلدهم وبين سمعهم وبصرهم فكانت رحلة طويلة شاقة لما أقامت قريش بينه وبين قومه من عقبات، ووضعوا أيديهم في يديه، وأسلموا أنفسهم وأرواحهم إليه، وهم من حياتهم على خطر، ومن البلاء والمحنة على يقين، سمعوا القرآن بقول:

{الم {1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}.

_ وسمعوا قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ}


_فما كان من قريش إلا ما توقعوه، وقد نثرت كنانتها، وأطلقت عليهم كل سهم من سهامها، فما زادهم كل هذا إلا ثقة وتجلداً،
_ وقالوا: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}


ولم يزدهم هذا البلاء والاضطهاد في الدين إلا متانة في عقيدتهم وحمية لدينهم ومقتاً للكفر وأهله، وإشعالاً لعاطفتهم وتمحيصاً لنفوسهم فأصبحوا كالتبر المسبوك واللجين الصافي، وخرجوا من كل محنة وبلاء خروج السيف بعد الجلاء.


[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]

التربية الدينية

_وأما الصحابة فكان الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يغذِّي أرواحهم بالقرآن ويربي نفوسهم بالإيمان ويخضعهم أمام رب العالمين خمس مرات في اليوم عن طهارة بدن وخشوع قلب وخضوع جسم وحضور عقل، فيزدادون كل يوم سمو روح ونقاء قلب ونظافة خلق وتحرراً من سلطان الماديات ومقاومة للشهوات ونزوعاً إلى رب الأرض والسموات.
_ ويأخذهم بالصبر على الأذى والصفح الجميل وقهر النفس، لقد رضعوا حب الحرب وكأنهم ولدوا مع السيف، وهم من أمة، من أيامها حرب بسوس وداحس والغبراء، وما يوم الفجار ببعيد.
_ولكن الرسول يقهر طبيعتهم الحربية ويكبح نخوتهم العربية، ويقول لهم:
{كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ}
فانقهروا لأمره وكفوا أيديهم، وتحملوا من قريش ما تسيل منه النفوس في غير جبن وفي غير عجز، ولم يسجل التاريخ حادثة دافع فيها مسلم في مكة عن نفسه بالسيف مع كثرة الدواعي الطبيعية إلى ذلك وقوتها، وذلك غاية ما روي في التاريخ من الطاعة والخضوع، حتى إذا تعدت قريش في الطغيان وبلغ السيل الزبى [هو من الأمثال العربية القديمة التي تقال في الأوقات التي تصل فيها الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عليه]، أذن الله لرسوله ولأصحابه بالهجرة: وهاجروا إلى يثرب وقد سبقهم إليها الإسلام.



[IMG]https://***- /fa/0131.gif[/IMG]

في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم
والتقى أهل مكة بأهل يثرب. لا يجمع بينهم إلا الدين الجديد. فكان أروع منظر لسلطان الدين شهده التاريخ. وكان الأوس والخزرج لم ينفضوا عنهم غبار حرب بعاث. ولا تزال سيوفهم تقطر دماً.
فألَّف الإسلام بين قلوبهم. ولو أنفق أحد ما في الأرض جميعاً ما ألَّف بين قلوبهم. ثم آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم وبين المهاجرين. فكانت أخوة تزري بأخوة الأشقاء. وتبذ كل ما روي في التاريخ من خلة الأخلاء.
كانت هذه الجماعة الوليدة- المؤلفة من أهل مكة المهاجرين وأهل يثرب الأنصار- نواة للأمة الإسلامية الكبيرة التي أخرجت للناس ومادة للإسلام، فكان ظهور هذه الجماعة في هذه الساعة العصيبة وقاية للعالم من الانحلال الذي كان يهدده. وعصمة للإنسانية من الفتن والأخطار التي أحدقت بها. لذلك قال الله تعالى لما حض على الأخوة والألفة بين المهاجرين والأنصار:

{إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} .



ونكمل فى الأجزاء القادمة بإذن الله





دمتم طيبين

[IMG]https://***- /flow/0100.gif[/IMG]



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: { ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين} الجزءالثامن والعشرون

ان شاء الله فى الانتظار
إظهار التوقيع
توقيع : زاهرة الياياسمين
#3

افتراضي رد: { ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين} الجزءالثامن والعشرون

بارك الله فيك ونفع بك


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
القصة الحقيقية للملك سليمان توتة واحلى بنوتة شخصيات وأحداث تاريخية
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين الجزء الأول..تابعوا أم أمة الله المنتدي الاسلامي العام
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين الجزء الثانى..تابعوا أم أمة الله المنتدي الاسلامي العام
حمل كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين أم العربي كتب اسلامية
فقه التعامل مع غير المسلمين قوت القلوب 2 فتاوي وفقه المرأة المسلمة


الساعة الآن 12:04 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل