أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129127 غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد الكريم، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد..
كم نحن فى حاجة لتذكر ماضينا وديننا وسط هذا الهرج والمرج والبعد عن ديننا ومحاربته حتى ممن ينتسب اليه!! لقد نشأ جيل لا يعرف من القرآن إلارسمه ومن الدين الا اسمه يعيش للدنيا ولا يفكر بل ولا يعتقد فى الآخرة والجزاء والعقاب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إِنَّ بين يَدَيْ السَّاعَةِ الهَرْجَ ، قالوا : و ما الهَرْجُ ؟ قال : القَتْلُ ، إنَّهُ ليس بقَتْلِكُمُ المُشْرِكِينَ ، و لكنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، حتى يقتلَ الرجلُ جارهُ ، و يقتلُ أخاهُ ، و يقتلُ عمَّهُ ، و يقتلُ ابنَ عمِّهِ قالوا : و مَعَنا عُقُولُنا يومَئذٍ ؟ قال : إنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أهلِ ذلكَ الزَّمانِ، و يُخَلَّفُ لهُ هَباءٌ مِنَ الناسِ ، يَحْسِبُ أكثرُهُمْ أنَّهُمْ على شيءٍ ، و لَيْسُوا على شيءٍ)
لَتُنْزَعُ عُقُولُ أهلِ ذلكَ الزَّمانِ:أي لاعقل معكم ذلك اليوم
بل تنزع عقول أكثر ذلك الزمان لشدة الحرص والجهل.
(هباء) الهباء الذرات التي تظهر في الكوة بشعاع الشمس. والمراد الحثالة من الناس.
الراوي:أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث:الألباني المصدر:السلسلة الصحيحة الجزء أو الصفحة:1682 حكم المحدث:
إسناده صحيح رجاله ثقات .
فهل ما نحن فيه الا تحقيقاً لهذا الحديث فاللهم سلم سلم ..
ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم :
( العبادة في الهرج كهجرة إلي)
رواه مسلم

قال النووي في شرح مسلم: المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا أفراد.
فهيا بنا نتذكر ونتدبر جهاد نبينا سائلين الله الرجوع اليه ناصرين ديننا منصورين على أعدائنا ثمَّ فرحين بجنَّة ربنا اللهم آمين اللهم آمين.
------------------------------------------------------------------------------------
غزوات النبى صلى الله عليه وسلم:
لقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم في العهد المكي على ترسيخ الإيمان والتوحيد، والقيم والأخلاق الإسلامية في قلوب المسلمين، وقام بتربيتهم على هذه الأمور، وكل هذا كان تمهيدًا من رسول الله للهجرة، وبناء الدولة الإسلامية، وقتال المشركين.
و بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقر في المدينة ، وأسس الدولة الإسلامية، وأتم بناء جبهتها الداخلية على أكمل وجه، وقام بترسيخ الإيمان والعقيدة في قلوب المسلمين، جاءه الأمر الإلهي بالقتال ورفع الظلم الواقع على المسلمين المهاجرين من قِبَل قريش، والذي كان بمحاربتهم وإيذائهم وتهجيرهم من ديارهم، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم.حيث

قال الله تبارك وتعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ } [الحج]

شرع الجهاد لأول مرة في الإسلام خلال العهد المدني، وقبل ذلك كان المسلمون مأمورين بعدم استعمال القوة في مواجهة غير المسلمين وأذاهم،

_ تم تشريع الجهاد دفاعاً عن النفس فقط في أول الأمر: -
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (الحج39).
_ ثم تم تشريع مبادرة العدو للتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (البقرة:193)

ومن السياسة الشرعية الحكيمة التي اتخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام بالعديد من الغزوات التمهيدية التي سبقت غزوة بدرٍ الكبرى، كما قام أيضًا بإرسال العديد من السرايا، حيث كان الهدف من تلك الغزوات والسرايا الاستيلاء على القوافل التجارية التابعة لقريش؛ وذلك لإضعاف قوة قريش الاقتصادية؛ تمهيدًا للقضاء عليها، وكسر شوكتها.لقد كانت غزوة بدر الكبرى
ثمَّ خاض رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته الكثير من الغزوات والمعارك وكانت هذه الغزوات غزوات مُشَرِّفة، حيث أبلى فيها نبينا وصحابته الأبطال بلاءً حسنا وضربوا للتاريخ أروع الامثال والتى ظلت وستظل نوراً وهداية ودروس للمسلمين الى ان تقوم الساعة. وكيف ان الله تعالى نصرهم نصراً عزيزاً لنصرهم له ولدينه وكيف اكرم النبى وصحابته بالجنَّة ووصول درجات لن يستطيع احد ان يقترب منها!!!

وقد شرعَ الإسلام الجهاد:
_ للدفاع على النفس فقد كان كل من يدخل الإسلام يعيش في رعب وخوف من المشركين ، وبعد الإنتصارات أصبح النّاس مشغولين في عبادة الله ونشر الإسلام وتعلّم القرآن الكريم . وإحياء كلمة الإسلام تحت راية الرسول صلى الله عليهِ وسلّم
قال تعالى :{أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} (الحج:39 ) ،




_ وأيضا شرعَ الإسلام الجهاد في سبيل الله تعالى حتّى لا يكون هناك فتنة على النّاس ليستطيعوا إختيار الدين برغبتهم وبإرادتهم الحرّة .
_في البدايات لم يكن هناك شوكةٌ قويّة للمسلمين ، فشرعَ الإسلام الجهاد لإحياء الإسلام وتقويتهُ وإعلاء كلمة لا اله الا الله ، فهي السبب الرئيسي في جهاد المسلمين والصحابة رضوان الله عليهم قد مكّنوا الإسلام ومكّنوا كلمة الحق على الأرض .

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلّم:

الغَزْوُ: السيرُ إِلى قِتالِ العَدُو، والغزوة المرَّةُ من الغزو، والجمع غزوات كشهوات، وغزو العدو إنما يكون في بلاده.
السَريَّة : القطعة من الجيش من خمس أنفس إلى ثلاثمائة وأربعمائة، توجه مقدم الجيش إلى العدو، والجمع سرايا.
بلغ عدد الغزوات التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم 29 غزوة.
كان من ضمنها 9 غزوات دار فيها قتال والباقي حقق أهدافه دون قتال.
من ضمن هذه الغزوات خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى 7 غزوات علم مسبقاً أن العدو فيها قد دبر عدواناً على المسلمين.
استمرت الغزوات 8 سنوات من 2 هـ إلى 9 هـ.
في السنة الثانية للهجرة حدث أكبر عدد من الغزوات حيث بلغت 8 غزوات.
بلغ عدد البعوث والسرايا 38 ما بين بعثة وسرية.
وكانت الغزوات مشقة كبيرة على المسلمين جاهدوا فيها اعظم جهاد بالنفس والمال وضحوا فيها بالغالى والرخيص وكانت أرواحهم على أكفهم فرضى الله عنهم وأرضاهم.

واليوم نتكلم عن غزوة من أصعب الغزوات والتى ُسمى جيشهابجيش العسرة
. قال جابر : اجتمع عليهم عسرة الظهر وعسرة الزاد وعسرة الماء .

غزوة تبوك.
تعتبر غزوة تبوك هي آخر غزوة قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته.
وقتها:
وقد قام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك في رجب من العام التاسع للهجرة بعد غزوة الطائف ضد الرومان.
سببها:
بعد فتح مكة قام العديد من العرب بالدخول في الإسلام بأعداد كبيرة ممّا أدى إلى توسع الدولة الإسلامية لتشمل معظم شبه الجزيرة العربية، وهو السبب الذي أدى إلى إرعاب الإمبراطورية الرومانيّة و الذين حاولوا القضاء على الإسلام والمسلمين وتدمير الدولة الإسلامية التي وضعت أساساتها بعد فتح مكة لتهديدها للإمبراطورية الرومانية التي كانت تسيطر على ما يعرف بالبلاد العربيةفي هذه الأيام والتي قام المسلمون في ما بعد بفتحها في أثناء الخلافة الإسلاميّة.

_وبسبب التهديد الذي باتت الدولة الإسلامية تشكله على منطقة حكم الرومان قام قيصر الروم بحشد قواته من الرومان ومن حلفائه من العرب الذين لم يكونوا قد دخلوا في الإسلام بعد... لقتال المسلمين والقضاء على الدولة الإسلامية فتجهز للمعركة أربعون ألف مقاتل من الرومان.
تابعوا بارك الله فيكم


غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

جزاكى الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : زاهرة الياياسمين
#3

129127 رد: غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم


استعداد المسلمين للمعركة:
عندما وصلت هذه الأخبار إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وتيقن منها -إذ أنّها كانت تصل على شكل أشبه بالإشاعات في بادئ الأمر، لكن قام المتاجرون في الشام من الأنباط بتأكيد هذا الخبر- قام صلى الله عليه وسلم بتجهيز جيش بلغ عتاده ثلاثين ألف مقاتل كان هو على رأسهم.

_وصلت أخبار الروم إلى الرسول في وقت صيف اجدبت في الأرض، واشتد فيه الحر، وقل فيه الماء، مما جعل الموقف مُحرج بالنسبة للمسلمين لكن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يملك حلاً سوى مواجهة الرومان رغم كل التحديات التي يعيشها المسلمون.

_ وبطبيعة الحال أتى القرار الحاسم الذي لا رجعة فيه من النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج والزحف لمواجهة حشود الروم، فبدأ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بإبلاغ قبائل العرب المجاورة وأهل مكة لاستنفارهم على الحرب وحثهم على الصدقات والدعم المادي للجيش الإسلامي.

- وفي هذا الوقت نزلت آية من سورة التوبة توصي المسلمين بالقتال والصمود، فكانت ردة فعل المسلمين تجاه قرار الرسول صلى الله عليه وسلم سريعة وواضحة فقد تدفقت القبائل والأفراد والمقاتلون للمدينة، وأتى القريب والبعيد استعداداً لقتال الروم.

_عثمان بن عفان أكثر المجاهدين بالمال في الغزوة:
أما من ناحية الدعم المادي، فقد حث الرسول الصحابة على الإنفاق في هذه الغزوة لبعدها، وكثرة المشركين فيها، ووعد المنفقين بالأجر العظيم من الله، فأنفق كل حسب مقدرته، وكان عثمان صاحب القِدْح المُعَلَّى في الإنفاق في هذه الغزوة،
فهذا عبد الرحمن بن حباب يحدثنا عن نفقة عثمان حيث قال: «شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله، عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان، فقال: يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله، عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيت رسول الله ينزل عن المنبر وهو يقول: ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه.»

وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهما قال:
«جاء عثمان بن عفان إلى النبي بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي جيش العسرة، قال: فجعل النبي يقلبها بيده ويقول: "ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم -يرددها مرارًا".»

وأما عمر فقد تصدق بنصف ماله وظن أنه سيسبق أبا بكر بذلك، ويحدثنا عمر بنفسه عن ذلك حيث قال:
«أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا،
فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أبقيت لأهلك؟» قلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله : «ما أبقيت لأهلك؟» قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا.»
وروى أن عبد الرحمن بن عوف أنفق ألفي درهم وهي نصف أمواله لتجهيز جيش العسرة.

وكانت لبعض الصحابة نفقات عظيمة، كالعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن عبيد الله، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن عدي.

قال تعالى:
( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ( 117 ) ) التوبة

_قَالَ قَتَادَةُ : خَرَجُوا إِلَى الشَّامِ عَامَ تَبُوكَ فِي لَهَبَانِ الْحَرِّ ، عَلَى مَا يَعْلَمُ اللَّهُ مِنَ الْجَهْدِ ، أَصَابَهُمْ فِيهَا جَهْدٌ شَدِيدٌ ، حَتَّى لَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الرَّجُلَيْنِ كَانَا يَشُقَّانِ التَّمْرَةَ بَيْنَهُمَا ، وَكَانَ النَّفَرُ يَتَدَاوَلُونَ التَّمْرَةَ بَيْنَهُمْ ، يَمُصُّهَا هَذَا ، ثُمَّ يَشْرَبُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ يَمُصُّهَا هَذَا ، ثُمَّ يَشْرَبُ عَلَيْهَا ، [ ثُمَّ يَمُصُّهَا هَذَا ، ثُمَّ يَشْرَبُ عَلَيْهَا ] فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَأَقْفَلَهُمْ مِنْ غَزْوَتِهِمْ .

وقال عمر رضي الله عنه وقد سئل عن ساعة العسرة :
خرجنا في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع من العطش ، وحتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده . فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا . قال : أتحب ذلك ؟ قال : نعم فرفع يديه فلم يرجعهما حتى أظلت السماء ثم سكبت فملئوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر . وروى أبو هريرة وأبو سعيد قالا : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصاب الناس مجاعة وقالوا : يا رسول الله ، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( افعلوا ) ،
_ فجاء عمر وقال : يا رسول الله إن
فعلوا قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم فادع الله عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك البركة .
_قال : ( نعم ) ، ثم دعا بنطع فبسط ثم دعا بفضل الأزواد ، فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير .
_قال أبو هريرة : فحزرته فإذا هو قدر ربضة العنز فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة . ثم قال : ( خذوا في أوعيتكم ) ، فأخذوا في أوعيتهم حتى - والذي لا إله إلا هو - ما بقي في العسكر وعاء إلا ملأوه ، وأكل القوم حتى شبعوا وفضلت فضلة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنَّة .
خرجه مسلم في صحيحه بلفظه ومعناه ،
_. وقال ابن عرفة : سمي جيش تبوك جيش العسرة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس إلى الغزو في حمارة القيظ أي(شدّتُه أو شدّة حرِّه)، فغلظ عليهم وعسر ، وكان إبان ابتياع الثمرة . قال : وإنما ضرب المثل بجيش العسرة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يغز قبله في عدد مثله ؛ لأن أصحابه يوم بدر كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ، ويوم أحد سبعمائة ، ويوم خيبر ألفا وخمسمائة ويوم الفتح عشرة آلاف ، ويوم حنين اثني عشر ألفا وكان جيشه في غزوة تبوك ثلاثين ألفا وزيادة ، وهي آخر مغازيه صلى الله عليه وسلم .
_ وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب وأقام بتبوك شعبان وأياما من رمضان وبث سراياه وصالح أقواما على الجزية .
_ وفي هذه الغزاة خلف عليا على المدينة فقال المنافقون : خلفه بغضا له ; فخرج خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره فقال عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى وبين أن قعوده بأمره عليه السلام يوازي في الأجر خروجه معه ; لأن المدار على أمر الشارع .



أمَّا المنافقون يقول تعالى موبخاً لهم:

( لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 42 ) )
استأذنوه في ذلك ، مظهرين أنهم ذوو أعذار ، ولم يكونوا كذلك ، فقال :
( لو كان عرضا قريبا ) قال ابن عباس : غنيمة قريبة ، ( وسفرا قاصدا )
أي : قريبا أيضا ، ( لاتبعوك ) أي : لكانوا جاءوا معك لذلك ، ( ولكن بعدت عليهم الشقة ) أي : المسافة إلى الشام ، ( وسيحلفون بالله ) أي : لكم إذا رجعتم إليهم ( لو استطعنا لخرجنا معكم ) أي : لو لم تكن لنا أعذار لخرجنا معكم ، قال الله تعالى : ( يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون )

كانت للغزوة نتائج عدة أهمها:

إسقاط هيبة الروم من نفوس العرب جميعًا -مسلمهم وكافرهم على السواء- لأن قوة الروم كانت في حس العرب لا تقاوم، ولا تغلب، ومن ثم فقد فزعوا من ذكر الروم وغزوهم، ولعل الهزيمة التي لحقت بالمسلمين في غزوة مؤتة كانت مؤكدة على ما ترسخ في ذهن العربي في جاهليته من أن الروم قوة لا تقهر، فكان لا بد من هذا النفير العام لإزاحة هذه الهزيمة النفسية من نفوس العرب.

إظهار قوة الدولة الإسلامية كقوة وحيدة في المنطقة قادرة على تحدي القوى العظمى عالميًا –حينذاك- ليس بدافع عصبي أو عرقي، أو تحقيق أطماع زعامات معاصرة، وإنما بدافع تحريري؛ حيث تدعو الإنسانية إلى تحرير نفسها من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد، ولقد حققت هذه الغزوة الغرض المرجو منها بالرغم من عدم الاشتباك الحربي مع الروم الذين آثروا الفرار شمالا فحققوا انتصارا للمسلمين دون قتال،
حيث أخلوا مواقعهم للدولة الإسلامية،
_وترتب على ذلك خضوع النصرانية التي كانت تمت بصلة الولاء لدولة الروم مثل إمارة دومة الجندل، وإمارة إيلة (مدينة العقبة حاليا على خليج العقبة)، وكتب رسول اللهصلى الله عليه وسلم بينه وبينهم كتابا يحدد ما لهم وما عليهم، وأصبحت القبائل العربية الشامية الأخرى التي لم تخضع للسيطرة الإسلامية في تبوك تتعرض بشدة للتأثير الإسلامي.

_بدأ الكثير من هذه القبائل يراجع موقفه ويقارن بين جدوى الاستمرار في الولاء للدولة البيزنطية أو تحويل هذا الولاء إلى الدولة الإسلامية الناشئة، ويعد ما حدث في تبوك نقطة البداية العملية للفتح الإسلامي لبلاد الشام، وإن كانت هناك محاولات قبلها ولكنها لم تكن في قوة التأثير كغزوة تبوك، فقد كانت هذه الغزوة بمثابة المؤشر لبداية عمليات متواصلة لفتح البلدان،
والتي واصلها خلفاء رسول الله من بعده، ومما يؤكد هذا أن الرسول قبل موته جهز جيشا بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة ليكون رأس حربة موجهة صوب الروم، وطليعة لجيش الفتح، ضم هذا الجيش جُلَّ صحابة رسول الله، ولكنه لم يقم بمهمته إلا بعد وفاته.

_ توحيد الجزيرة العربية تحت حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث تأثر موقف القبائل العربية من الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة الإسلامية بمؤثرات متداخلة كفتح مكة، وخيبر، وغزوة تبوك، فبادر كل قوم بإسلامهم بعد أن امتد سلطان المسلمين إلى خطوط التماس مع الروم ثم مصالحة نجران في الأطراف الجنوبية على أن يدفعوا الجزية، فلم يعد أمام القبائل العربية إلا المبادرة الشاملة إلى اعتناق الإسلام والالتحاق بركب النبوة بالسمع والطاعة؛ ونظرا لكثرة وفود القبائل العربية التي قدمت إلى المدينة من أنحاء الجزيرة العربية بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك لتعلن إسلامها هي ومن وراءها، فقد سمي العام التاسع للهجرة في المصادر الإسلامية بعام الوفود.
كم تعب النبي صلى الله عليه وسلم لمحاربة الكفر والكافرين واخراج الناس من الظلم وعبادة العباد الى عبادة رب العباد!!كم ضحوا بأوقاتهم وارواحهم وأموالهم وراحتهم بل ودنيتهم كلها من أجل أن يرضى على علينا بترك الشرك وعبادة رب العبادالرحمن الرحيم الحكيم مالك الملوك.. وكم أضعنا نحن هذا كله ورجعنا لجاهلية مقيتة ظالمة غاشمة مُوحشة بعيدة عن كل خير قريبة من كل شر لا تعرف الله الا فى الشدائد فقط !!!!
كم نحن اليوم فى حاجة لتبوك جديدة يرجع المسلمون فيها لربهم ودينهم وأوامر نبيهم عسانا ننتصر على الدول الرومانية الجديدة.
بارك الله فيكم على طيب المتابعة والحمد لله لرب العالمين

رد: غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
رد: غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

المراجع:
تفسير ابن كثير .. إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
تفسير القرطبي .. محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
التحرير والتنوير ..محمد الطاهر ابن عاشور
كتاب البداية والنهاية.. الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير
كتاب الكامل في التاريخ.. عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثير
غزوة تبوك دروس وعبر، أمير بن محمد المدري




رد: غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه جنا حبيبة ماما السنة النبوية الشريفة
ماهى غزوات العصر النبوى .. غزوات محمد بن عبدالله ملك.. شخصيات وأحداث تاريخية
غزوات الرسول بالتواريخ .. غزوات الرسول ومواقعها ملك.. شخصيات وأحداث تاريخية
۞۞ مجموعه غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة ۞۞ مدام نونا قصص الانبياء والرسل والصحابه
غزوات الرسول عليه افضل الصلاة واسلام و شرحهم باصور همس الوجود قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 04:01 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل