أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129862 العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك

العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك




العالم الزاهد
عبدالله ابن مبارك





اسمه عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي. عن العباس بن مصعب قال: كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية وأبوه تركي، وكان عبداً لرجل من التجار من همذان من بني حنظلة. عن الحسن قال: كانت أم ابن المبارك تركية،


موطنه : مرو وهي من مدن خراسان



نشأته

نشأ ابن المبارك في أسرة متواضعة؛ فقد كان أبوه أجيرًا بسيطًا يعمل حارسًا لبستان أحد الأثرياء، غير أن والده هذا كان سبب رخائه أورثه المال وافرا مدرارا. إن المتأمل لهذا المال الذي وصف بأنه مدرارا ليعلم أنه سبب الخير كله، فقد اكتسبه "والده المبارك" بجد وجهدٍ وكفاح وصبر، فكان ثمرة يانعة مقنعة لرجل ورع، حريص على أداء حق العمل، فلم يرض إلا أن يشغل كل وقته في العمل تحريًا للأجر الحلال، فلم يتطلع يومًا للأكل من البستان، وهو ما يكتشفه صاحب البستان ويتعجب له. ففي إحدى زياراته طلب منه بعنب يأكلها، فجاءه بواحدة، فوجدها حامضة، فطلب منه واحدة أخرى، فكانت كذلك، فقال له: كم لك في هذا البستان وأنت لا تعرف الحامض من الحلو؟ فقال مبارك – صادقًا –: وكيف أعرف وأنا لم أذق شيءًا منه!! فتعجب صاحب البستان، وقال: ألا تتمتع ببعض ما هو تحت يديك؟! قال مبارك: لم تأذن لي في ذلك.. فكيف أستحل ما ليس لي؟! سكت الرجل مندهشًا وقال له: فقد أذنت، من الآن فكل! كان الأب صالحًا فاستخرج عبد الله كنزًا، وحصّل علما وأدبًا وفقها ما زالت تتوارثه الأجيال! ومن المهم أن ابن المبارك ولد في السنة 118 هـ في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وكانت أمه خوارزمية فطلب العلم وهو ابن عشرين سنة فأقدم شيخ لقيه هو الربيع بن أنس الخراساني تحيل ودخل إليه إلى السجن فسمع منه نحوا من أربعين حديثا ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومئة وأخذ عن بقايا التابعين وأكثر من الترحال والتطواف وإلى أن مات في طلب العلم وفي الغزو وفي التجارة والإنفاق على الإخوان وتجهيزهم معه إلى الحج، وعاش إلى سنة 181 هـ حيث توفي في خلافة هارون الرشيد.




العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك


منهجه العلمي

اتفقت جميع المصادر على أنه كان طلاّباً للعلم نادر المثال، رحل إلى جميع الأقطار التي كانت معروفة بالنشاط العلمي في عصره. فيه يقول عبد الرحمن بن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث، لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة والبصرة ولا الكوفة»، وقد شهد له أحمد بن حنبل بذلك أيضاً.

كان ابن المبارك يقول: «خصلتان من كانتا فيه نجا: الصدق، وحب أصحاب محمد». وقد كان ينشد العلم حيث رآه ويأخذه حيث وجده، لا يمنعه من ذلك مانع، كتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وتجاوز ذلك حتى كتب العلم عمن هو أصغر منه. وقد روي أنه مات ابن له فعزاه مجوسي فقال: ينبغي للعاقل أن يفعل اليوم ما يفعله الجاهل بعد أسبوع. فقال بن المبارك : اكتبوا هذه.
بلغ به ولعه بكتابة العلم مبلغاً جعل الناس يعجبون منه، فقد قيل له مرة: كم تكتب؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد. وعابه قومه على كثرة طلبه للحديث فقالوا: إلى متى تسمع؟ فقال إلى الممات. وعمل على جمع أربعين حديثا وذلك تطبيقا للحديث النبوي القائل: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)نسأل الله أن يجمعنا به على خير...
ولم يكن ابن المبارك يهتم بالجانب الكمي في جمع العلم فحسب, بل كان اهتمامه يتوجّه إيضاً إلى الانتقاء النوعيّ له, دافعه في ذلك أمانة العلم والاستبراء للدين, لذلك كان التثّبت العلمي هو المنهج الذي التزم به ابن مبارك وأخضع له كل ما كان يصل إليه من أحاديث, حيث كان يتحرّى ما يقبل منها وما يردُّ من خلال اسنادها.
كما حرص على دراسة الصّحيح من احاديث رسول الله "" والاشتغال بها على غيرها, حيث قال" لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه".
وقد أورد ابن المبارك في كتاب الزهد بعض الأحاديث الضّعيفة, وذلك لأنه يرى جواز العمل في الحديث الضعيف في فضائل الأعمال.


العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك






شيوخه


قال الذهبي

أقدم شيخ لقيه هو الإمام أبو حنيفة التابعين وأكثر.



وقال ابن الجوزي


العالم الزاهد : عبدالله ابن مباركأدرك ابن المبارك جماعة من التابعين منهم هشام بن عروة، إسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وعبد الله بن عون وخالد الحذاء، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة في آخرين.




العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك

أثر العلم على شخصيته واخلاقه

اولا 1- الورع والخشية: كان القاسم بن محمد يكثر السفر مع ابن المبارك, فلم يكن يلحظ زياده في عبادته على غيره, فيعجب من ذلك وكثيراً ما تحدّثه نفسه: بما فضل هذا الرجل علينا حتى نال هذه الشهرة بين الناس؟ فبينما هم في ليلة على عشاء انطفأ السراج, فقام بعضهم وأخذ السراج وخرج به يستصبح, وحينما عادوا نظر القاسم بن محمد إلى عبدالله بن مبارك فرأى الدموع قد بلّلت وجهه ولحيته, فقال في نفسه: بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا, ولعله حين فقد السراج فصار إلى الظلمة .. تذكّر القيامة!.

2- نشر العلم.
3- الحكمة في القول والفعل.
4- الزهد مع الغنى.
5- الفقه في الإنفاق.

حكي عنه رحمه الله عليه أنه قال: «خرجت للغزو مرة فلما تراءت الفئتان خرج من صف الترك فارس يدعو إلى البراز فخرجت إليه فإذا قد دخل وقت الصلاة قلت له: تنح عني حتى أصلي ثم أفرغ لك فتنحى فصليت ركعتين وذهبت إليه فقال لي: تنح عني حتى أصلي أنا أيضا فتنحيت عنه فجعل يصلي إلى الشمس فلما خر ساجدا هممت أن اغدر به فإذا قائلا يقول:"وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا" فتركت الغدر فلما فرغ من صلاته قال لي لما تحركت؟ قلت: أردت الغدر بك قال: فلم تركته؟ قلت لأني أمرت بتركه. قال الذي أمرك بترك الغدر أمرني بالإيمان وآمن والتحق بصف المسلمين. فقد دعته أخلاقه ألا يغدر بأعدائه فكانت بركة أخلاقه أن انضم عدوه إلى الإسلام بعد أن كان من المحاربين له».

العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك


من أقواله وحكمه



الدنيا سجن المؤمن، وأعظم أعماله في السجن الصبر وكظم الغيظ، وليس للمؤمن في الدنيا دولة، وإنما دولته في الآخرة!
  • ليس من الدنيا إلا قوت اليوم فقط
  • سئل عن قول لقمان لابنه: (إن كان الكلام من فضة فإن الصمت ذهب)، فقال: معناه لو كان الكلام بطاعة الله من فضة، فإن الصمت عن معصية الله من ذهب!!
  • كان يكثر الجلوس في بيته فقيل له: ألا تستوحش ؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي وأصحابه؟
  • كان يعتزل مجالس المنكر واغتياب الناس فقيل له: إذا صليت معنا لم لا تجلس معنا؟ قال: أذهب مع الصحابة والتابعين. قيل له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم، فما أصنع معكم وأنتم تغتابون الناس!
  • كما كان مستجاب الدعوة، فقد دعا للحسن بن عيسى وكان نصرانياً: اللهم ارزقه الإسلام، فاستجاب الله دعوته فيه.
  • قال ابن المبارك: (الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء).


العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك

رؤى الناس في حقه

قال زكريا بن عدي: رأيت بن المبارك في المنام فقلت: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث! ورؤى الثوري في المنام فقيل له: ما فعل الله بك ؟ قال: رحمني.. فقال له: ما حال عبد الله بن المبارك ؟ فقال: هو ممن يلج على ربه كل يوم مرتين..


قال محمد بن فضيل بن عياض : رأيت عبدالله بن المبارك في المنام فقلت : أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال : الأمر الذي كنت فيه ، قلت: الرباط ، والجهاد ؟ قال نعم - قلت : فأي شيء صنع بك ربك ؟ قال : غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة وكلمتي امرأة من أهل الجنة أو امرأة من الحور العين .


هذا ما رآه الصالحون و(رؤيا المؤمن جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة) كما يقول رسول الله .


فرحمة الله ورضي عنه وما أصدق قول الشاعر فيه:

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة، وهم ...... بعد الممات جمال الكتب والسير


(نظرت في أمر الصحابة وأمر بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي وغزوهم معه) هذا ما قاله ابن عيينه



العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك


مكان وفاته

توفي في مدينة هيت بمحافظة الانبار بغرب العراق سنة 181 هجرية وقبره معلوم وقد شيد الناس على قبره


من كتبه : الزهد و الرقائق كتاب الجهاد وله مؤلفات اخرى لم تطبع بعد...



العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك



من أقوال علماء عصره


عن الحسن بن عيسى، قال: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن حسين، ومحمد بن النضر فقالوا : تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا : العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والفصاحة، والشعر، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه.


- قال حبيب الجلاب : سألت ابن المبارك، مأخير ما أعطي الإنسان ؟ قال : غريزة عقل، قلت : فإن لم يكن ؟قال : حسن أدب، قلت : فإن لم يكن؟ قال : أخٌ شفيق يستشيره، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : صمت طويل، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : موت عاجل.


- وجاء أن ابن المبارك سُئل : من الناس ؟ فقال : العلماء، قيل : فمن الملوك ؟ قال : الزهاد، قيل : فمن الغوغاء ؟ قال : خزيمة وأصحابة (يعني من أمراء الظلمة)، قيل : فمن السفلة ؟ قال : الذين يعيشون بدينهم.






نسأل الله له الرحمه وأن يفقهنا بديننا كما فقه علمائنا أهل السنة والصلاح فهم لنا سراج وقناديل هداية ونور بعد نور الله القرآن ورسوله محمد عليه السلام





العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك







إظهار التوقيع
توقيع : قرآني نبض حياتي
#2

افتراضي رد: العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك

الف شكر ياقمر

إظهار التوقيع
توقيع : الملكة نفرتيتي
#3

افتراضي رد: العالم الزاهد : عبدالله ابن مبارك

جزيتى خيراً حبيبتى

إظهار التوقيع
توقيع : ام طاطو


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ماذا تعرف عن ابن سينا مانوlove شخصيات وأحداث تاريخية
أقوال إبن تيمية رحمه الله/أروع حكم لشيخ الإسلام ابن تيمية حڸآۉة آڸرۉح حكم واقـوال
تفسير سورة التحريم ، تفسير ابن كثير للجنة اسعى❤ القرآن الكريم
حياة ومولده ابن سينا زاهرة الياياسمين شخصيات وأحداث تاريخية
عبد الحميد ابن باديس ......... رمز الاصلاح و التنوير في الجزائر yosra issa شخصيات وأحداث تاريخية


الساعة الآن 06:25 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل