مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة بضربة قاضية..صفقة مبارك وحسين سالم لتصدير 10 آلاف حمار للمشاركة فى الحرب بأفغانستان ضد السوفيت
غلاف الحلقة
سيظل المشير أبوغزالة فى مخيلة حسنى مبارك، ما بعد الرئاسة، أبرز مثال على كيف يمكن للسلطة أن تحول الأصدقاء إلى خصوم، يتصارعون علنا أو من وراء ستار، فعندما كان حسنى مبارك نائبا، وحتى السنوات الأولى من الرئاسة، كان يحتاج إلى الفريق أول محمد عبدالحليم أبوغزالة، صديقه وزميله القديم، ورفيق رحلته وشريكه، الذى ساهم بطريقة ما فى تدعيم قوة النائب ثم سلطته كرئيس، لكن مبارك لم ينس أن أبوغزالة سعى بعد اغتيال الرئيس السادات لترشيح نفسه للرئاسة، ووجد من يدعم ذلك ويسعى له، صحيح أن حسنى مبارك نجح بسرعة فى إخماد طموحات أبوغزالة، لكنه كأى خبير فى السلطة، وضع فى اعتباره أن هذه الطموحات لن تخبو، وخطط ليوم يتخلص فيه من منافس طموح للسلطة.
مبارك دعم تعيين أبوغزالة ملحقاً عسكريا لمصر فى الولايات المتحدة عام 1976 ثم مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع عام 1979، فرئاسة أركان حرب القوات المسلحة 1980، حيث حصل على رتبة الفريق فى مايو 1980، أثناء خلاف النائب مع وزير الدفاع الأسبق الفريق أحمد بدوى الذى اتهم مبارك بأنه يتدخل فى شؤون الجيش، ولما لقى الفريق أحمد بدوى مصرعه فى حادث سقوط طائرة هليكوبتر فى مارس 1981 كانت الأحوال مهيأة لتولى الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة وزيراً للدفاع بترشيح من حسنى مبارك، الذى ترأس الوزارة بعد اغتيال السادات، واحتفظ بأبوغزالة وزيرا للدفاع فى وزارات فؤاد محيى الدين، وكمال حسن على وعلى لطفى.
تسلم حسنى مبارك الحكم، كان رونالد ريجان فى بداية فترته الأولى لحكم الولايات المتحدة الأمريكية، قبلها بدأت الولايات المتحدة حربا بالوكالة فى أفغانستان عن طريق السعودية ومصر، وكان حسنى مبارك نائب السادات أحد اللاعبين الأساسيين فى ملف الحرب فى أفغانستان، والتنسيق بين الاستخبارات الأمريكية والسعودية، عندما شجع السادات بدءا من عام 1979 اتجاه عدد من الشباب المصرى أعضاء الجماعات الإسلامية للسفر والجهاد ضد الغزو السوفيتى الشيوعى.
فى 27 ديسمبر 1979، تم إسقاط الرئيس حفظ الله أمين بانقلاب سوفيتى، وتم اختيار النائب السابق لرئيس الحكومة بابراك كارمال، ودخلت القوات السوفيتية أفغانستان، لكن الولايات المتحدة بدأت حملة دولية ضد الغزو، ونجحت المخابرات الأمريكية فى إدارة حملة إعلامية، وحشدت الدول الإسلامية مثل السعودية وباكستان لبدء عملية دعم المقاومة، تولت السعودية تمويلا ودعم الأفغان، قدمت المملكة العربية السعودية الدعم المالى، ومصر ودول أخرى قدمت المتطوعين من الشباب، وكان يتم نقلهم من مصر والجزائر والسودان وليبيا وفلسطين إلى السعودية، ومنها إلى باكستان حيث أنشأت المخابرات الأمريكية معسكرات تدريب للمتطوعين قبل أن يتم إدخالهم إلى معسكرات بجبال أفغانستان.
كانت مصر أحد محطات التعاون ضد السوفيت، وتم وضع ملف أفغانستان والمجاهدين مع نائب الرئيس حسنى مبارك، ومعه رئيس الأركان ووزير الدفاع بعد ذلك الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة.
تولى مبارك الحكم، والحرب مستمرة ضد السوفيت، وبالرغم من خسارة الرئيس الأمريكى جيمى كارتر للانتخابات أمام المنافس الجمهورى رونالد ريجان، بسبب أزمة الرهائن الأمريكيين فى إيران، فقد تصاعدت الحملات لدعم الجهاد الأفغانى، وبدأ فصل جديد، الصراع.
أسندت الولايات المتحدة ملف أفغانستان للسيناتور تشارلى ويلسون، عضو مجلس النواب الأمريكى، الذى لعب الدور الأهم فى تمويل حرب المجاهدين فى أفغانستان، عبر عمليات معقدة، قام من خلالها بتحويل الأموال وتدبير الأسلحة، من أجل إرهاق الاتحاد السوفيتى، وكان تشارلى ويلسون نائبا يمارس حياته بحرية تصل إلى الهلس، نساء وخمر، مارس عمليات استخباراتية معقدة كانت بعضها تدور فى مصر، حيث التقى قيادة سياسية مهمة، بمساعدة دبلوماسى فى سفارة مصر بواشنطن، وقتها كان المشير أبوغزالة ملحقا فى واشنطن، وقد تناول فيلم «حرب تشارلى» بطولته توم هانكس، قصته فى إدارة الحرب فى أفغانستان.
ويذكر أن الكاتب البريطانى روبرت سبرنجبورج كتب أن مبارك وأبوغزالة وحسين سالم بدأوا تجارة للحمير التى كانت تحتاجها أفغانستان، وكانت وسيلة نقل العتاد والمؤن الوحيدة فى الأراضى الجبلية، وأنهم عقدوا صفقة لتوريد 10 آلاف حمار لأفغانستان ومعها أسلحة تم تمويلها من المملكة السعودية، وأن هذه الصفقات كانت بداية البيزنيس لمبارك وأبوغزالة وحسين سالم وتعاون استمر بينهم سنوات.
وهو أمر كرر محمد حسنين هيكل تأكيده قائلا: إن الجهاد فى أفغانستان احتاج إلى ستة آلاف بغل، لأن البغال أشد تحملا لطلوع الجبال فى أفغانستان، وتكفَّل أحد رجال الأعمال من المحظوظين باستيراد البغال ستة آلاف بغل من قبرص، وشحنها إلى أفغانستان، ثم اكتشف أحدهم أن الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات، يريد أن يتخلص من الحمير فى الإمارات، فجمع ما كان منها فى بلده، وأرسله هدية إلى من يحتاجها فى الريف المصرى، لكن هدية الحمير وجدت من يحصل عليها، ثم يعيد بيعها لأفغانستان، لاستعمالها فى النقل على الخطوط الخلفية للجهاد.
وفى الوقت نفسه كانت هناك بين مبارك وأبوغزالة فى أفغانستان ملفات مشتركة بينهما، فى الحرب بين العراق وإيران، حيث ساهم مبارك وأبوغزالة فى تصدير صفقات سلاح لصدام حسين، وكانت مصر لديها مخزون من السلاح السوڤيتى نقلت أكثره للعراق، وكان وزير الدفاع أبوغزالة قد قرر تغيير التسليح إلى النظام الأمريكى، واستمر التعاون بين مبارك وأبوغزالة من جهة العراق وصدام من جهة أخرى، وتصاعد ذلك بعد تولى مبارك الحكم، بل واتسع التعاون، ووفر لمصر أموالا ساهمت فى تخفيف الأزمة الاقتصادية، ووفرت عمولات بالطبع لأطرافها.
وكان حسين سالم قد دخل على الخط شريكا فى عمليات نقل السلاح للعراق وأفغانستان. وظل التعاون والشراكة بين مبارك وأبوغزالة مستمرا ومتصاعدا، حتى جاءت أحداث الأمن المركزى لتكون بداية الصعود للمشير، وأيضا بداية لنهاية علاقته بالسلطة.
فى 25 فبراير 1986 تفجرت أحداث الأمن المركزى، كان اللواء أحمد رشدى وزيرا للداخلية ذا شعبية كبيرة، انتشرت شائعة فى المعسكرات بمد خدمة تجنيد الأمن المركزى إلى أربع سنوات، وتخفيض مرتبات الجنود لسداد ديون مصر. انفجرت معسكرات الأمن المركزى فى الهرم وخرج الجنود، وحرقوا قسم شرطة الهرم، وقطعوا الطريق الصحراوى، حتى تدخل الجيش وسيطر على الجنود الغاضبين.
وبعد تردد أصدر حسنى مبارك أمرا للمشير أبوغزالة وزير الدفاع بالتدخل، وكان المشير قد أمر سابقا بنزول وحدات الصاعقة والمدرعات لإقرار الأمن والسيطرة على الموقف، وانطلقت وحدة مدرعة إلى معسكر الأمن المركزى بالهرم الذى شهد بداية التمرد واعتصم به العديد من الجنود المسلحين، وتعاملت قوة الجيش بسرعة وقوة، وسيطرت على الموقف لفارق الإمكانات التدريبية والتسليح، وانطلقت كتيبة من الصاعقة إلى مختلف الشوراع التى شهدت فوضى الجنود، وخلال ساعات تمكن أفراد القوة من التعامل مع أفراد الأمن المركزى بالقتال اليدوى، طبقا للأوامر الصادرة لمواجهة المتمردين العزل من السلاح، وتقدم اللواء أحمد رشدى باستقالته للرئيس، وترددت شائعات عن أن الأمر كله كان مؤامرة للإطاحة بأحمد رشدى.
وكانت أحداث الأمن المركزى هى قمة الصعود لأبوغزالة، والقلق لمبارك الذى شعر بأن وزير الدفاع منافس له بوضوح، وتردد اسمه كبديل لمبارك، ويذكر الدكتور كمال الجنزورى فى مذكراته، التى نشرها تحت عنوان «سنوات الحلم والصدام والعزلة»: مساء 24 فبراير 1986 كنت مع الدكتور يوسف والى فى مكتبه فى أمانة الحزب الوطنى، عندما علمنا بإضراب جنود الأمن المركزى فى معسكرهم بالطريق الصحراوى، القاهرة الإسكندرية، مطالبين بإلغاء قرار استمرار مدتهم بالتجنيد.
يقول الجنزورى: طلبت من الدكتور يوسف والى أن يطلب الرئيس، لأن الأمر فى غاية الخطورة وقلت له اطلب المشير أبوغزالة وأخبره بالأمر، وتم الاتصال فعلا بالمشير.
بعد نصف الساعة وتفاقم الأحداث طلبت المشير أبوغزالة، وسألته: هل طلبت من الرئيس نزول الجيش؟ قال: طلبت الرئيس أكثر من مرة ولكنه ما زال مترددا بالنسبة لنزول الجيش.
ويقول الجنزورى: إن المشير رغم أدبه الجم فإنه فى مثل هذه الحالات يتفوه بألفاظ شديدة مصدرها حرصه الدائم على هذا البلد، وفيما يبدو أن أبوغزالة وجه ألفاظا لمبارك.
يُتبع
اليوم السابع
غلاف الحلقة سيظل المشير أبوغزالة فى مخيلة حسنى مبارك، ما بعد الرئاسة، أبرز مثال على كيف يمكن للسلطة أن تحول الأصدقاء إلى خصوم، يتصارعون علنا أو من وراء ستار، فعندما كان حسنى مبارك نائبا، وحتى السنوات الأولى من الرئاسة، كان يحتاج إلى الفريق أول محمد عبدالحليم أبوغزالة، صديقه وزميله القديم، ورفيق رحلته وشريكه، الذى ساهم بطريقة ما فى تدعيم قوة النائب ثم سلطته كرئيس، لكن مبارك لم ينس أن أبوغزالة سعى بعد اغتيال الرئيس السادات لترشيح نفسه للرئاسة، ووجد من يدعم ذلك ويسعى له، صحيح أن حسنى مبارك نجح بسرعة فى إخماد طموحات أبوغزالة، لكنه كأى خبير فى السلطة، وضع فى اعتباره أن هذه الطموحات لن تخبو، وخطط ليوم يتخلص فيه من منافس طموح للسلطة.
مبارك دعم تعيين أبوغزالة ملحقاً عسكريا لمصر فى الولايات المتحدة عام 1976 ثم مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع عام 1979، فرئاسة أركان حرب القوات المسلحة 1980، حيث حصل على رتبة الفريق فى مايو 1980، أثناء خلاف النائب مع وزير الدفاع الأسبق الفريق أحمد بدوى الذى اتهم مبارك بأنه يتدخل فى شؤون الجيش، ولما لقى الفريق أحمد بدوى مصرعه فى حادث سقوط طائرة هليكوبتر فى مارس 1981 كانت الأحوال مهيأة لتولى الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة وزيراً للدفاع بترشيح من حسنى مبارك، الذى ترأس الوزارة بعد اغتيال السادات، واحتفظ بأبوغزالة وزيرا للدفاع فى وزارات فؤاد محيى الدين، وكمال حسن على وعلى لطفى.
تسلم حسنى مبارك الحكم، كان رونالد ريجان فى بداية فترته الأولى لحكم الولايات المتحدة الأمريكية، قبلها بدأت الولايات المتحدة حربا بالوكالة فى أفغانستان عن طريق السعودية ومصر، وكان حسنى مبارك نائب السادات أحد اللاعبين الأساسيين فى ملف الحرب فى أفغانستان، والتنسيق بين الاستخبارات الأمريكية والسعودية، عندما شجع السادات بدءا من عام 1979 اتجاه عدد من الشباب المصرى أعضاء الجماعات الإسلامية للسفر والجهاد ضد الغزو السوفيتى الشيوعى.
فى 27 ديسمبر 1979، تم إسقاط الرئيس حفظ الله أمين بانقلاب سوفيتى، وتم اختيار النائب السابق لرئيس الحكومة بابراك كارمال، ودخلت القوات السوفيتية أفغانستان، لكن الولايات المتحدة بدأت حملة دولية ضد الغزو، ونجحت المخابرات الأمريكية فى إدارة حملة إعلامية، وحشدت الدول الإسلامية مثل السعودية وباكستان لبدء عملية دعم المقاومة، تولت السعودية تمويلا ودعم الأفغان، قدمت المملكة العربية السعودية الدعم المالى، ومصر ودول أخرى قدمت المتطوعين من الشباب، وكان يتم نقلهم من مصر والجزائر والسودان وليبيا وفلسطين إلى السعودية، ومنها إلى باكستان حيث أنشأت المخابرات الأمريكية معسكرات تدريب للمتطوعين قبل أن يتم إدخالهم إلى معسكرات بجبال أفغانستان.
كانت مصر أحد محطات التعاون ضد السوفيت، وتم وضع ملف أفغانستان والمجاهدين مع نائب الرئيس حسنى مبارك، ومعه رئيس الأركان ووزير الدفاع بعد ذلك الفريق محمد عبدالحليم أبوغزالة.
تولى مبارك الحكم، والحرب مستمرة ضد السوفيت، وبالرغم من خسارة الرئيس الأمريكى جيمى كارتر للانتخابات أمام المنافس الجمهورى رونالد ريجان، بسبب أزمة الرهائن الأمريكيين فى إيران، فقد تصاعدت الحملات لدعم الجهاد الأفغانى، وبدأ فصل جديد، الصراع.
أسندت الولايات المتحدة ملف أفغانستان للسيناتور تشارلى ويلسون، عضو مجلس النواب الأمريكى، الذى لعب الدور الأهم فى تمويل حرب المجاهدين فى أفغانستان، عبر عمليات معقدة، قام من خلالها بتحويل الأموال وتدبير الأسلحة، من أجل إرهاق الاتحاد السوفيتى، وكان تشارلى ويلسون نائبا يمارس حياته بحرية تصل إلى الهلس، نساء وخمر، مارس عمليات استخباراتية معقدة كانت بعضها تدور فى مصر، حيث التقى قيادة سياسية مهمة، بمساعدة دبلوماسى فى سفارة مصر بواشنطن، وقتها كان المشير أبوغزالة ملحقا فى واشنطن، وقد تناول فيلم «حرب تشارلى» بطولته توم هانكس، قصته فى إدارة الحرب فى أفغانستان.
ويذكر أن الكاتب البريطانى روبرت سبرنجبورج كتب أن مبارك وأبوغزالة وحسين سالم بدأوا تجارة للحمير التى كانت تحتاجها أفغانستان، وكانت وسيلة نقل العتاد والمؤن الوحيدة فى الأراضى الجبلية، وأنهم عقدوا صفقة لتوريد 10 آلاف حمار لأفغانستان ومعها أسلحة تم تمويلها من المملكة السعودية، وأن هذه الصفقات كانت بداية البيزنيس لمبارك وأبوغزالة وحسين سالم وتعاون استمر بينهم سنوات.
وهو أمر كرر محمد حسنين هيكل تأكيده قائلا: إن الجهاد فى أفغانستان احتاج إلى ستة آلاف بغل، لأن البغال أشد تحملا لطلوع الجبال فى أفغانستان، وتكفَّل أحد رجال الأعمال من المحظوظين باستيراد البغال ستة آلاف بغل من قبرص، وشحنها إلى أفغانستان، ثم اكتشف أحدهم أن الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات، يريد أن يتخلص من الحمير فى الإمارات، فجمع ما كان منها فى بلده، وأرسله هدية إلى من يحتاجها فى الريف المصرى، لكن هدية الحمير وجدت من يحصل عليها، ثم يعيد بيعها لأفغانستان، لاستعمالها فى النقل على الخطوط الخلفية للجهاد.
وفى الوقت نفسه كانت هناك بين مبارك وأبوغزالة فى أفغانستان ملفات مشتركة بينهما، فى الحرب بين العراق وإيران، حيث ساهم مبارك وأبوغزالة فى تصدير صفقات سلاح لصدام حسين، وكانت مصر لديها مخزون من السلاح السوڤيتى نقلت أكثره للعراق، وكان وزير الدفاع أبوغزالة قد قرر تغيير التسليح إلى النظام الأمريكى، واستمر التعاون بين مبارك وأبوغزالة من جهة العراق وصدام من جهة أخرى، وتصاعد ذلك بعد تولى مبارك الحكم، بل واتسع التعاون، ووفر لمصر أموالا ساهمت فى تخفيف الأزمة الاقتصادية، ووفرت عمولات بالطبع لأطرافها.
وكان حسين سالم قد دخل على الخط شريكا فى عمليات نقل السلاح للعراق وأفغانستان. وظل التعاون والشراكة بين مبارك وأبوغزالة مستمرا ومتصاعدا، حتى جاءت أحداث الأمن المركزى لتكون بداية الصعود للمشير، وأيضا بداية لنهاية علاقته بالسلطة.
فى 25 فبراير 1986 تفجرت أحداث الأمن المركزى، كان اللواء أحمد رشدى وزيرا للداخلية ذا شعبية كبيرة، انتشرت شائعة فى المعسكرات بمد خدمة تجنيد الأمن المركزى إلى أربع سنوات، وتخفيض مرتبات الجنود لسداد ديون مصر. انفجرت معسكرات الأمن المركزى فى الهرم وخرج الجنود، وحرقوا قسم شرطة الهرم، وقطعوا الطريق الصحراوى، حتى تدخل الجيش وسيطر على الجنود الغاضبين.
وبعد تردد أصدر حسنى مبارك أمرا للمشير أبوغزالة وزير الدفاع بالتدخل، وكان المشير قد أمر سابقا بنزول وحدات الصاعقة والمدرعات لإقرار الأمن والسيطرة على الموقف، وانطلقت وحدة مدرعة إلى معسكر الأمن المركزى بالهرم الذى شهد بداية التمرد واعتصم به العديد من الجنود المسلحين، وتعاملت قوة الجيش بسرعة وقوة، وسيطرت على الموقف لفارق الإمكانات التدريبية والتسليح، وانطلقت كتيبة من الصاعقة إلى مختلف الشوراع التى شهدت فوضى الجنود، وخلال ساعات تمكن أفراد القوة من التعامل مع أفراد الأمن المركزى بالقتال اليدوى، طبقا للأوامر الصادرة لمواجهة المتمردين العزل من السلاح، وتقدم اللواء أحمد رشدى باستقالته للرئيس، وترددت شائعات عن أن الأمر كله كان مؤامرة للإطاحة بأحمد رشدى.
وكانت أحداث الأمن المركزى هى قمة الصعود لأبوغزالة، والقلق لمبارك الذى شعر بأن وزير الدفاع منافس له بوضوح، وتردد اسمه كبديل لمبارك، ويذكر الدكتور كمال الجنزورى فى مذكراته، التى نشرها تحت عنوان «سنوات الحلم والصدام والعزلة»: مساء 24 فبراير 1986 كنت مع الدكتور يوسف والى فى مكتبه فى أمانة الحزب الوطنى، عندما علمنا بإضراب جنود الأمن المركزى فى معسكرهم بالطريق الصحراوى، القاهرة الإسكندرية، مطالبين بإلغاء قرار استمرار مدتهم بالتجنيد.
يقول الجنزورى: طلبت من الدكتور يوسف والى أن يطلب الرئيس، لأن الأمر فى غاية الخطورة وقلت له اطلب المشير أبوغزالة وأخبره بالأمر، وتم الاتصال فعلا بالمشير.
بعد نصف الساعة وتفاقم الأحداث طلبت المشير أبوغزالة، وسألته: هل طلبت من الرئيس نزول الجيش؟ قال: طلبت الرئيس أكثر من مرة ولكنه ما زال مترددا بالنسبة لنزول الجيش.
ويقول الجنزورى: إن المشير رغم أدبه الجم فإنه فى مثل هذه الحالات يتفوه بألفاظ شديدة مصدرها حرصه الدائم على هذا البلد، وفيما يبدو أن أبوغزالة وجه ألفاظا لمبارك.
يُتبع
اليوم السابع
إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة التاسعة.. مبارك يطيح بأبوغزالة ب
ويقول الجنزورى بعد دقائق طلبت المشير ثانية أكرر طلبى.. قال لى: كمال لا تخش شيئا فإننى أصدرت أوامرى بتحرك قوات الجيش إلى الطريق الصحراوى، وبعد حوالى نصف الساعة أعلن رسميا نزول الجيش الذى كان قد نزل بالفعل من قبل، أى أن المشير أبوغزالة قرر نزول الجيش قبل أن يصدر مبارك قراره بذلك.
الجنزورى يكشف سرا آخر فى إطار الصراع بين أبوغزالة ومبارك ويقول: فى اليوم التالى 27 فبراير 1986، كانت الأمور قد استقرت فى الشارع والقوات سيطرت على الموقف، وكنا مجموعة قليلة مع المشير فى مقر القيادة رغم أننى لست عسكريا، ولكن قربى منه سمح لى زيارته. لم يكن اجتماعا رسميا، ولكن لقاء به قدر من الارتياح يحس به القائد الذى أنقذ البلد وهو المشير أبوغزالة.
ويكشف الجنزورى: فى هذا اللقاء، قال أحد القادة العسكريين القريب جدا من المشير أبوغزالة: كفاية كده يا سيادة المشير، خلّصنا منه «يقصد الرئيس» بقى حتى يستقر البلد. فرد عليه المشير أبوغزالة: لا يمكن لى أن أفعل ذلك.. وإن أخطأت وفعلت، فسيفعل معى فيما بعد.
ويعلق الجنزورى: «عاد الجيش إلى ثكناته، ولكن هذا لم يكن فى صالح المشير أبوغزالة، لدى صاحب الأمر فخطط لاستبعاده، ولكن الأمر طال عليه، إلا أنه نجح بعد نحو ثلاثة أعوام».
استمر أبوغزالة وزيرا للدفاع، وصعد نجمه كثيرا وحقق جماهيرية شعبية وأيضا داخل الجيش بما قدمه من دعم للضباط ورفع رواتبهم ومكاسبهم المعنوية والمادية، وأيضا ظهر دور الجيش فى الحياة المدنية من خلال جهاز الخدمة الوطنية وإقامة الكبارى والتليفونات، وضاعفت أحداث الأمن المركزى فى فبراير 1986 من نجومية أبوغزالة، وكانت سيرته تطرح فى الشارع كبديل أو منافس لمبارك. وبالرغم من حرصه على ألا يبدو منافسا، فقد بقى هو الاسم الوحيد الذى بدا منافسا محتملا لمبارك.
وكان أبوغزالة يلقى نظرات ارتياح من الدوائر الأمريكية، وساعدت واشنطن على تأكيد وضعه منذ يونيو 1986 حيث يتم استقباله عند زيارته لأمريكا بواسطة وزير الدفاع كاسبار واينبرجر، ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومى ونائب الرئيس الأمريكى وأعضاء من مجلس النواب والشيوخ، كما كان حال عودته من الخارج يجد الوزراء فى استقبال وزير الدفاع، وهو ما أثار المزيد من القلق لدى مبارك، ونبه السلطة والمناورة داخله.
كان أبوغزالة يؤكد التزام مصر الصارم بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وبدا أن هناك ندية فى تعامل الولايات المتحدة مع الرئيس ووزير الدفاع، ويقول هيكل: بشكل ما فإن مبارك أصبح مختصا رئيسا بالعلاقة مع الأمن القومى فى البيت الأبيض بواشنطن ومعه وكالة المخابرات المركزية، وبدوائر الأسر الحاكمة فى دول الخليج، بينما أبوغزالة أصبح مختصا بالعلاقات العملية على الأرض وبالقيادة المركزية الأمريكية، وهى المسؤولة عن أمن الشرق الأوسط، ومع مؤسسات المخابرات والسلاح فى الخليج، وكلهم دون استثناء من أفراد الأسر الحاكمة فى بلدانهم، ورغم أن العلاقات السياسية بين مصر وبقية الدول العربية كانت مقطوعة فى معظم تلك الفترة من آثار صلح منفرد بين مصر وإسرائيل، فإن تلك الفترة شهدت وراء الستار درجة من القُرب نادرة المثال، لأن الضرورات المباشرة للأطراف وليست الأفكار والمشروعات القومية أصبحت الإطار والوعاء والدافع والمحرك.
وقتها تحدَّث أبوغزالة وقال لكثيرين من حوله: إن هناك من يتآمر عليه عند الرئيس مبارك، يصورون للرئيس أن المشير يرى نفسه أجدر بالرئاسة منه، وكان يؤكد: إن الرئاسة لم تخطر على بالى، ولو كنت أريد أخذ السلطة كنت فعلتها فى وقت الأمن المركزى، كانت دباباتى فى كل مكان، ولم يكن الأمر يحتاج لأكثر من ضابط ولو برتبة ملازم يذهب إلى الإذاعة والتليفزيون ويلقى بيانا باسمى، وتنتهى القصة فى خمس دقائق، وكان الشعب سيرحب، وكان العالم مستعدا.
وكثيرا ما كانت تتسرب أنباء عن خلافات بين الرئيس ووزير الدفاع، وفى عام 1986، حيث أدلى مبارك بحديث لمجلة الصياد اللبنانية وقال للمجلة: «هذا كلام فارغ.. وأنا أسمعه.. من قال إننى لا أسمع به.. أسمعه وأضحك.. مصر دولة لها مؤسساتها.. أنا الذى أصدر الأمر للجيش، وفى الخارج يقولون خلافات، طبعاً يزيدون فى الخلافات ويقولون إنها عميقة بين الرئيس ووزير دفاعه المشير.. لكن الكلام ده كله ماباكلش منه حتى لو كتبوا كل يوم عشر صفحات». كما كان مبارك يقول دائما: زمن الانقلابات العسكرية انتهى.
لكن حديث مبارك كان باتجاه، وتحركه باتجاه آخر، فقد كان يعرف أن المشير أصبح يمثل مشكلة يجب التخلص منها، وكان يغضب من تعامله معه بندية، كما ذكر فاروق إبراهيم مصور الرئاسة، الذى عمل مصورا فى عهد الرئيس السادات، ومع مبارك لفترة، فقد ذكر أنه تم منع مصورى الصحف من الاقتراب من الرئيس، بعد نشر جريدة «الأهرام» صورة للرئيس مبارك مع المشير أبوغزالة يبدو منها أنهما يتناقشان بحدة، وقد أثارت بعض الصحف العربية وجود خلاف داخل السلطة.
كان مبارك ينفى وجود صراع، لكنه كان يعرف أن الشارع ينظر لأبوغزالة على أنه البديل المناسب، وبدأ عملية التلاعب بكل من قدم نفسه إلى قمة السلطة، ومنهم الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب، الذى طرح نفسه كنائب للرئيس، وبالطبع المشير أبوغزالة.
ويقول الجنزورى: فى يوليو 1987 تلقيت دعوة لحضور احتفالات عسكرية سنوية يحضرها الرئيس فى مدينة الإسكندرية كل عام، واتصل بى المشير عبدالحليم أبوغزالة قبلها وسألنى: هل نسافر سويّا؟
قلت: نعم.
وفى طريق العودة فى الطائرة الصغيرة فوجئت بصوت المشير عبدالحليم أبوغزالة محتدا قائلا: ما يزعجنى حقا أن الرئيس لم يبلغنى عن عزمه على اختيارى رئيسا للوزراء، كيف يكشف نواياه للمحجوب ولا يطلعنى على نواياه؟!
كان الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب وقتها، قد أبلغ المشير بأن الرئيس سيعينه، أى المحجوب، نائبا له بينما يعتزم اختيار المشير رئيسا للحكومة، وقال المشير: لو أطلعنى، ما قبلت أبدا بهذا المنصب.
ويقول الجنزورى: رجوته الانتظار، حتى نزلت الطائرة، ودخلنا إحدى القاعات الملحقة بمطار ألماظة، وكان صوته قد ارتفع أكثر فرحت أهدئ من غضبه وقلت: اهدأ يا سيادة المشير، ولكى أخفف التوتر رحت أمازحه، وقلت: اعلم يا عبدالتواب أن الرئيس أراد توصيل رسالة قاطعة إليك.
ـ ما هى؟!
قلت بهدوء: لن تكون أبدا نائبا له.. وأضفت: ولن تكون رئيسا للوزراء، ولن يكون المحجوب هو الآخر نائبا للرئيس، هذه رسالة مفادها الوحيد: لن تكون نائبى ولا تتطلع إلى ذلك.
استرد المشير هدوءه وأنصت ثم قال: تفتكر كده؟!
بادلت نظرته بنظرة تأكيد.
يبدو أن مبارك قد وضع خطة العد التنازلى، وفى أكتوبر عام 1989 وقع حدث مزلزل، فقد تم إعفاء المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة من منصب وزير الدفاع، وتعيينه مساعدا لرئيس الجمهورية، وتعيين الفريق يوسف صبرى أبوطالب وكان محافظا للقاهرة، بدلا منه.
هناك أكثر من قصة حول كيفية تلقى المشير الخبز خروجه من وزارة الدفاع، منها أنه كان فى مكتبه بوزارة الدفاع وتلقى وقصة أخرى أن المشير يستعد للخروج من بيته فى أحد أيام 1989 وكان مرتدياً زيه العسكرى متجها لوزارة الدفاع، طلبه اللواء جمال عبدالعزيز، سكرتير الرئيس، وقال له: سيادة الرئيس عاوز حضرتك النهارده، بس يا ريت تكون بالملابس المدنية.
سأله المشير: تعرف ليه يا جمال؟ فرد عليه قائلاً: خير يا فندم إن شاء الله.. فرد ضاحكاً: لكن لابد من حكاية الملابس المدنية دى، فقال له جمال عبدالعزيز: الأوامر كده يا فندم، عاد المشير وارتدى الزى المدنى واتجه إلى القصر الجمهورى، حيث قابلوه هناك وأدخلوه غرفة وأغلقوا عليه الباب، وفى الساعة الثانية إلا الربع فتح الباب، وبعد نحو عشر دقائق مر الرئيس مبارك، وكأنه فوجئ بوجود أبوغزالة فى القصر الجمهورى، فقال له: الله.. انت هنا يا محمد، فرد المشير، أيوه يا فندم حضرتك اللى طلبتنى.. فقال له: آه.. أنا عايزك تحلف اليمين علشان عينتك مساعد لى.
اعتبر الكثيرون القرار وقتها مفاجئاً، خاصة وقد جاء بعد فترة شهدت تزايد شعبية المشير فى الشارع، وبدا أن الغرض منه التخلص من أبوغزالة لتزايد شعبيته فى الجيش وتخوف مبارك من أن يقوم بانقلاب عسكرى ضده. خاصة أنه تلقى تقارير من معاونيه عن مطالب من داخل القوات المسلحة بالإطاحة بمبارك.
بعض المراقبين الغربيين قالوا: إن سبب إقالته هو غضب أمريكا من حليفها وزير الدفاع، بعد الكشف عن تهريب أجزاء تستخدم فى صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية «مخالفاً بذلك قوانين حظر التصدير» ومحاولات المسؤولين للحصول عن البرنامج على تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية وعن صلة ما لأبوغزالة بهذا الملف. إذ كشفت تقارير صحفية صدرت عام 1987 أغضبت الدول الغربية عن برنامج لتطوير صواريخ طويلة المدى بين الأرجنتين والعراق ومصر باسم كوندور2 وفى يونيو 1988، اعتقلت أجهزة الأمن فى كاليفورنيا، عالم الصواريخ الأمريكى المصرى، عبدالقادر حلمى، بتهمة تجنيده من قِبل المشير عبدالحليم أبوغزالة للحصول على مواد محظورة لبرنامج الصاروخ المصرى «بدر 2000»، وحـكم عليه فى يونيو 1989 بالسجن لمدة 46 شهراً وبغرامة قدرها 350,000 دولار، وسجن جيمس هوفمان، زميل حلمى الذى ساعد على التصدير، 41 شهراً.
أثارت هذه الخطوة غضب أمريكا، رغم أن المشارك فيها نيابة عن مصر يُوصف بأنه أوثق حلفاء الولايات المتحدة فى بلاده. وبدأت بعض الصحف الأمريكية فى أكتوبر 1988 حملة على أبوغزالة عكست قلق الإدارة الأمريكية من طموحاته التسليحية.
وتردد أن الرئيس الأمريكى جورج بوش الأب عندما فتح الموضوع مع مبارك، رد عليه الرئيس المصرى بأن أبوغزالة هو رجلهم وحليفهم، بالرغم من أن مبارك كان على علم بتفاصيل برنامج تطوير الصواريخ، الذى انقلبت بسببها الولايات المتحدة على أبوغزالة، وطلبوا إخراجه من السلطة. بينما مبارك نفسه بعد سنوات، وفى التسجيلات التى نشرتها «اليوم السابع»، وأصدرها محمود المملوك فى كتابه «كهف الرئيس» قال: «كان أيام المشير أبوغزالة ضحكوا عليه وقتها وقالوله نديك 200 مليون دولار.. ووافق وبعدين كنت مسافر أمريكا بعدها بأسبوع، وبعتلى جواب مع سكرتير الرئاسة قالهم: إدوا ده للرئيس مكتوب فيه: أنا وافقت على طلب الأمريكان ببناء قاعدة عسكرية فى بلبيس بمحافظة الشرقية وهيزودولنا 200 مليون دولار فى المعونة.. استدعيته، فجالى بعد ساعتين تلاتة وقولتله 200 مليون إيه.. تراب البلد ميسويش ملايين الدنيا ويقعدوا على طول.. وبعدين لا انت ولا أنا لينا الحق، إحنا لازم نستفتى الشعب دى قاعدة دائمة عندنا.. وتابع مبارك: «المهم رحت أمريكا قابلت وزير الدفاع وقتها، قولتله أوقف المناقصة اللى كنتوا هتعملوها على بلبيس، إنتوا عايزين قاعدة كاملة بخزانات بمياه تحلية بأبراج بإقامة دائمة بجنود يا نهار أسود.. فقالولى حاول، قولتلهم: إنت تقدر تقنع البرلمان إذا كنت أنا مش مقتنع خالص.
وبعد خروج أبوغزالة تفجرت واقعة «لوسى ارتين» التى أطاحت بعدد كبير من المسؤولين فى الداخلية والرئاسة، ومنهم المشير أبوغزالة والرجلان الثانى والثالث فى وزارة الداخلية وثلاثة قضاة سهلوا لها التلاعب، منهم قاضٍ شهير قبض عليه فى حالة تلبس، وقال البعض: إن مبارك استغل قضية لوسى ارتين للتخلص من أبوغزالة غريمه ومنافسه.
المهم أن كل هذه العوامل تضافرت لصالح مبارك، ومهدت له الطريق ليضرب ضربته ويتخلص من منافسه، خرج المشير أبوغزالة فى وقت كان نجمه يصعد، لكن الكثير من الهمسات كانت تتردد بعد الخروج غير المتوقع للمشير، الذى كان يحظى بشعبية بين الجيش والمواطنين، وبدا خروجه المفاجئ نوعا من الإطاحة برجل كان ينافس مبارك ولو بطريق غير مباشر.
اليوم السابع
إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة19.. مبارك وعلى لطفى حكومة سكرتارية | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 17.. أسرار حرب مبارك..القصة الكاملة | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثامنة.. مبارك وأبوغزالة.. أسرار ال | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الخامسة..مبارك وسوزان الطريق للسلطة | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى"..الحلقة الثالثة.. رحلة أجداد مبارك من البحير | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
الساعة الآن 10:08 PM
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع