نيويورك تايمز: "حفتر" فشل في تقليد السيسي
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن ما أعلنه القائد السابق للقوات البرية الليبية اللواء خليفة حفتر عن تجميد عمل المؤتمر الوطني العام والحكومة والإعلان الدستوري والسيطرة على كافة الأماكن الاستراتيجية بالعاصمة الليبية طرابلس، قد تكون محاولة لتقليد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر.
ورأت الصحيفة أن حفتر حاول سرقة صفحة من تاريخ مصر، بعد إعلانه أول أمس الجمعة عن محاولة شبه "انقلاب"، والذي نفاه في حينه رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، ووصفه المتحدث العسكري بانه "كذب".
وقالت الصحيفة إن تصريحات القائد السابق للقوات البرية الليبية تعد بمثابة تداعيات لعملية تولى الجيش ووزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، لزمام الأمور في مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في شهر يوليو الماضي في ظل التظاهرات التي نزلت للتنديد بحكمه.
وشددت الصحيفة على أن الجيش الليبي شهد العديد من الاضطرابات والانشقاقات في أعقاب رحيل الزعيم الراحل معمر القذافي، بينما الجيش المصري ساعد في الإطاحة بالرئيس حسني مبارك منذ أكثر من ثلاث سنوات وسيطر على عملية التحول السياسي في مصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الانتقالية الليبية تكافح من دون جدوى لبناء قوات أمنية عسكرية وقوات الشرطة وذلك في محاولة لإخضاع الميليشيات المحلية المنقسمة والتي ظهرت في جميع أنحاء البلاد .
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين بالحكومة الليبية سارعوا برفض دعوة حفتر الذي ظهر في يرتدي الزي العسكري وقالوا إنه ضابط متقاعد ولا يحظى بأي تأييد في القوات المسلحة الليبية.
لكن الارتباك الذي سببه الفيديو يعكس صعوبة انتقال ليبيا نحو الديمقراطية حيث يؤدي الصراع بين الفصائل المتنافسة إلى إصابة الحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) بالشلل.
ورأت الصحيفة أنه ربما كان الجانب الأكثر إيجابية من الفوضى التي شهدتها ليبيا هو التوازن هناك بين السلطات المحلية، مشيرة إلى أنه لا يوجد زعيم واحد او مؤسسة قوية بما فيه الكفاية لتعلن الانقلاب أو تملى خطة "خارطة الطريق".
وأضافت أن هذا كله لم يمنع حفتر من محاولة شبه الانقلاب الفاشل، ودعوته في فيديو نشر عبر موقع يوتيوب، الجيش الليبي لأن "يتولى زمام الأمور إلى أن تجرى انتخابات جديدة في البلاد، وأضاف أن جميع المنشآت الحكومية تخضع لسيطرة القوات الليبية والمجموعات المسلحة الموالية لها.
وظهر حفتر، الذي يعتبر أحد الشخصيات البارزة في الثورة الليبية التي اندلعت عام 2024 على نظام القذافي، بزيه العسكري داعيا أيضا إلى تجميد عمل البرلمان والحكومة الليبية، وتأسيس هيئة رئاسية مؤقتة ممثلة للقوى الوطنية تتولى السيادية وتعمل على تشكيل حكومة مؤقتة في البلاد.
ونفى حفتر أن تكون دعوته للجيش "انقلابا عسكريا بالمعنى التقليدي"، مؤكدا أن الجيش لن يستحوذ على السلطة، وأنه سيعمل فقط على "توفير المناخ الآمن للشعب ليحكم نفسه من خلال الانتخابات ويبني دولة قوية.
وقد تلقى رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان الليلة الماضية اتصالا هاتفيا، من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عبد الفتاح السيسي؛ للاطمئنان على الأوضاع في ليبيا، بعدما تناقلت بعض وسائل الإعلام الليبية بيانا حول تحركات عسكرية لتقويض الشرعية في البلاد.
ونقل الموقع الرسمي للحكومة الليبية، تأكيد المشير السيسي على دعم مصر لليبيا دولة وشعبا.. معربا عن وقوف مصر بقوة مع شقيقتها ليبيا لعبور هذه المرحلة وأنها لن تتساهل مع أي من كان يستهدف أمن ليبيا وسلامتها.
ومن جانبه.. أعرب زيدان ـ خلال الاتصال ـ عن شكر وامتنان الشعب الليبي لهذا الموقف غير المستغرب من الأشقاء في مصر.. وأكد أن الأوضاع في ليبيا مستقرة، وأن ما أثير عن بعض الأشخاص ما هو إلا محاولة بائسة لثني الشعب الليبي عن تحقيق أهدافه المتمثلة في دولة الحرية والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.
وكما أكد زيدان، أنه ليس هناك أي وجود لانقلاب عسكري بالبلاد، أو أي شيء من هذا القبيل في الشارع الليبي.
وقال زيدان في مؤتمر صحفي إنه سيتم التعامل بحزم مع البيان الذي صدر اليوم على بعض القنوات العربية، من قبل اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية الليبية.
ووجه زيدان نداء إلى الثوار للدفاع عن ثورتهم، موكدا أنهم لن يسمحوا لأحد بأن يعبث بثورة 17 فبراير المجيدة، وأضاف "إن الشعب الليبي هو من يمنح الشرعية وهو من ينتزعها".
وقال رئيس الوزراء إن ليبيا لن تعود الى الحكم الديكتاتوري والاستبدادي، مشددا على عدم العودة الى نظام العقيد معمر القذافي، كما أكد على استمرار المؤتمر الوطني الليبي رغم ما صرح به خليفة بن جاسم بن حفتر الضابط السابق بالجيش الليبي بلغة انقلابية، وأضاف أن المؤتمر الوطني مستمر في ممارسة مهامه ، وأن الحكومة تمارس مهامها بكيفية طبيعية وعادية ، وان الموقف فى البلاد تحت السيطرة والأمور على ما يرام.
وكان حفتر يعتبر أحد الموالين للقذافي، إلا أنه اختلف معه حول الحرب التي خاضتها ليبيا مع تشاد في الثمانينيات من القرن الماضي، ولجأ منذ ذلك الوقت إلى الولايات المتحدة.
وعاد حفتر إلى ليبيا في ثورة عام 2024 ليعيَّن بعد الإطاحة بنظام القذافي قائدا للجيش الليبي، وأسندت إليه مهمة إعادة بناء القوات الليبية، إلا أنه عٌزل من منصبه لاحقا.
الحصاد
إظهار التوقيع
توقيع : اللهم ارزقنى التقى
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: نيويورك تايمز: "حفتر" فشل في تقليد السيسي
إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: نيويورك تايمز: "حفتر" فشل في تقليد السيسي
إظهار التوقيع
توقيع : اللهم ارزقنى التقى
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ||
| السيسي والكنيسة.. "صفحة على مية بيضا" | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| تايمز سكوير في نيويورك | ام طاطو | عدلات للسياحة والسفر والرحلات | ||
| واشنطن بوست: السيسي يفتقر إلى الخبرة في السياسة ولم يتحدث عن رؤية لتحقيق الإستقر | اللهم ارزقنى التقى | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| مصريون يقولون إن السيسي قريب من الترشح للرئاسة | سارة سرسور | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
| نيويورك تايمز: عنف الانقلابيين يقضي على محاولات الوساطة الأوروبية | اللهم ارزقنى التقى | اهم الاخبار - اخبار يومية | ||
الساعة الآن 06:11 AM
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع