يبدأ انشغالها بموضوع الزواج شغفا أوتخوّفات
و رفضا.
وتتناسل الأسئلة متى سيأتي الزوج؟
وما هي مواصفاته؟
وهل سيكون مناسبا؟
وكيف ستترك بيت أهلها وتندمج في حياة جديدة
وكيف سيكون مستقبلها؟
وكيف ستتعامل مع أهل زوجها؟
هل سيقبلونها بينهم؟
هل ستكون قادرة على تحمل المسؤولية:؟
مسؤولية الزوج والأبناء والبيت؟
هل ستكون زوجة صالحة وأما قدوة وربة
بيت ناجحة؟
هل ستتمكّن من الإنجاب؟
ماذا لو كانت عقيما؟
ماذا لوتغيّر زوجها وأصبح عنيفا أو ظهرت
عيوب أفلح في إخفائها قبل الزواج؟
هذه عيّنة من الأسئلة التي تشغل بال الفتاة
وترافقها وتكبر معها إلى أن يحين
موعد الزواج .
، وقد تفسد حياتها إن لم تجد البيئة السليمة
التي ترعاها و تهيّئها لمواجهة الحياة؛
فما المطلوب منك أيّتها الأم
تجاه ابنتك وتجاه المجتمع؟
وما المطلوب من كلّ فتاة
قبل دخول الحياة الزوجية؟
بعد تحديد التخوّفات والتساؤلات التي
تحملها الفتاة
ها نحن ذا ننتقل إلى ما يمكن وما ينبغي
هذه المخاوف والسيطرة عليها ومواجهة الاضطرابات
النفسية والعاطفية والأخلاقية المرتبطة بها .
لن أخوض في نظريات التحليل النفسي ،
بل سأعتمد ما يمليه علينا حسّنا
السليم كزوجات وأمّهات للوصول
ببناتنا إلى برّ الأمان .
تأتي معظم التخوفات من معاناة داخل الأسرة،
وتتمثل في بعض الاضطرابات
أو الخبرات التي تعيشها داخل أسرتها
أو التي عاشتها في طفولتها وبقيت مترسٍبة
في الذاكرة،
تطفو إلى السطح كلّما ذكر الزواج.
كوجود أب عنيف، أو أم متسلطة، أوإخوة
غير أسوياء.
صراعات تعيشها الفتاة بدون مقاومة أحيانا
_تحت الإكراه_
لكنها إن لم تعالجها ستحمل معها
إلـــــى بيت الزوجيــة كلّ عوامل الفشل.
* كما يمكن أن تكون الخبرات القاسية
معاناة أخوات أو أخت فشل
زواجها أو مازالت
تعاني عنفا وقهرا زوجيين،
فـتـعـتـقـد الفتاة أن كل الأزواج
كزوج أختها فترفض أو تتردد.
* معاناة الانفصال والخوف من فشل
أي تجربة قادمة
وتبقى الفتاة في مواجهة شماتة
أو في أحسن الأحوال:
فضول وشفقة الآخرين.
ويتضخم هذا الإحساس بالغبن
بالخصوص حين يكون محيط الفتاة سلبيا،
وأمها غائبة وجدانيا عن معاناة ابنتها.
* كما يجب على الأسرة والمدرسة والمحيط
مساعدة
الفتاةعلى التعايش مع التحولات
التي تطرأ على جسدها
والمقارنة بين شكلها وشكل الأخريات
(هناك دائما شيء ناقص
أو زائد أو في غير مكانه).
ولذلك عليك أيّتها الأم أن تساعدي ابنتك
على التّصالح مع جسدها
وصحتها وذلك بشرح هذه التحولات والحرص
على اتباع نظام غذائي سليم وتوجيههاللقيام برياضة
كي تحافظ على الشكل الذي ترضاه.
بحضورك الدائم وإجابتك
على أسئلتها لغرس الثقة فيها.
*تحقيق الإشباع العاطفي للأبناءمن الجنسين
وتتبعهم،
لأنه ليس هناك سنّ محدد للتوقّف عن تقديم
الحب لهم
عكس الاعتقاد السّائد في بعض الأسر
والذي يعتقد
أن البنت والولد كبرا ولم يعودا
في حاجة إلى الحنان.
**أمّاأنت أيتها الفتاة فعليك
أن تفهمي أن هذه التحولات طبيعية
وأن تتصالحي مع ذاتك
وتسعي إلى تحقيق الشكل الذي يرضيك بعيدا
عن الوساوس.
وإذا كانت الفتاة مؤهلة دينيا وتربويا
فإنهّالا تواجه هذه المشاعر،
ولذلك عليك أيتها الفتاة
أن تقوي إيمانك بالله،
و تتيقني بأن الزواج نصيب
وأن نصيبك سيأتي بإذن الله
وفي انتظار ذلك،
قوّي ثقتك بنفسك
وقولي دائما أنا أستحقّ الأفضل.
* التخوفات من عدم تلبية الخطيب المواصفات
التي رسمتها
الفتاة لفارس الأحلام: كثيرا ما ضيّع الإلحاح
على مواصفات
محدّدة فرص الزواج على فتيات كثيرات
وديننا والحمد لله يعفينا من عناء
البحث ويحدّد الصّفات المطلوبة
في زوج المستقبل (الدّين والخلق)
وبعدها تأتي الصّفات الأخرى.
لا نعتبرها غير ذات أهمية بل هي وازنة
في بناء حياة زوجية
وأسرية ناجحة، كالاقتدار المادي
والمستوى الثقافي،ومناسبة العمر –
ما الفارق المقبول؟ أكبر أو أصغر منها _،
درجة وسامته )
هي مواصفات لها حضور لكنّها بدون الدين
والأخلاق لا وزن لهــا.
*قد تجدين أختي الفتاة الزوج المقتدر
مادّيا والوسيم
لكنّه لا يصلح بتاتا زوجا لأعطاب في شخصيته
(البخل، العصبية).
وإن وقع اختيارك على زوج
لا تتوفر فيه
إحدى المواصفات التي يجمع عليها
الكلّ كالغنى
والانتماء إلى وسط غير وسطك.
ففكري جيدا وكوني مستعدة للدفاع
عن اختيارك،
فتيات كثيرات تطرحن مشاكل تتعلق
بالمستوى المادّي للمتقدم.
وأحيانا لا تنتبهن إلى هذا الموضوع
إلا بعد الزواج،
فتحنّ إلى بيتها الواسع الذي
لم يكن ينقصه شيء ،وإلى حيّها الرّاقي.
ولذلك عليك أن تحسمي في كل
الأسئلة قبل الزواج.
وإذا كنت مقتنعة بخطيبك فكوني قنوعا
لأن القناعة كنز لا يفنى
– وسيأتي ذكر حسن التدبير-
طبيعي أن تمتزج المشاعر ويرافق
الفرح بالزواج قلق،
لكن كوني قوية حتى تفكّي هذا الاشتباك
وتنعمي بحياة مستقرة وسعيدة.
*كوني حكيمة في اتخاذ القرار:
حدّدي
المواصفات التي ترضينها في من ستقضين
معه بقية عمرك.
*اسألوا عن المتقدم في محيطه
وعمله حتى تتأكدي
من استجابة مواصفاته لانتظاراتك.
*استفيدي من لقاءاتك به
بعد الخطوبة في طرح جميع الأسئلة،
لأنك إن قبلت الزواج قبل التأكّد
فهذا يعني أنك قبلت الزّوج كما هو.
*لا تتخوفي من دخول أسرة جديدة،
لأنك ستنجحين
إن عاملت الناس بالطريقة التي تودّين
أن يعاملوك بها