كان هناك زوجان يعيشان معاً في سعادة و كانا ينتظران أن تنجب الأم طفلاً و بعد مرور عدة أيام أنجبت الأم طفلة جميلة رائعة و لطيفة سمتها لميس و عمت الفرحة أرجاء المنزل و لكن لم تكمل فرحتهما ففي نفس الليلة تسلل لصاً إلي منزلهما و دخل الغرفة التي كان يجلس فيها الزوجان و قتلهما و خطف الطفلة و سرق كل ما كان في المنزل من مجوهرات و حلي و أموال و من ثم عاد إلي منزله
و من ثم قابلته زوجته بالصراخ قائلة : أين كنت ؟ لماذا تأخرت في العودة ؟ ومن أين أحضرت تلك الطفلة و كل هذه المجوهرات و الأموال؟
أجابها قائلاً : ما الذي يزعجكِ ؟ لقد كنت في العمل ؟ و هذه الطفلة أعطاها لي صديقي لأعتني بها هذه الليلة ثم سأرجعها له غداً عندما يَحِلُ الليل
ولكن الزوجة لم تصدق كلام زوجها لأنها تعرف زوجها جيداً فهو من المستحيل أن يساعد أحداً أو يقوم بعمل الخير لأي شخص حتي لو كان أخاه
و كان بالها مشغول بالتفكير في هذا الأمر و عندما حل الليل و أظلمت السماء خرج زوجها مع الصغيرة و من شدة قلقها علي الطفلة و ارتيابها مما يحدث خرجت ورائهُ و قامت بأتباعه دون أن يلاحظها و من ثم وصلا إلي مكان لا يوجد فيه أحداً و بعيداً في الصحراء ووسط هذا الظلام أخذ الزوج يحفر في التراب حتي حفر حفرة عميقة و من ثم حمل الطفلة و وضعها في الحفرة و أغلق الحفرة بالتراب و من ثم ذهب
صدمت الزوجة عندما رأته يفعل هذا و قالت ما أقسي قلبه أليس في قلبه رحمة و من ثم ذهبت إلي المكان الذي وضع فيهِ زوجها الطفلة و أخذت تحفر بسرعة علي أمل أن تخرج الطفلة الصغيرة من الحفرة قبل أن تختنق و من ثم أخرجت الطفلة من الحفرة ومن حسن حظها كانت الطفلة بخير لم تتأذي أو تموت
و من ثم قالت : الحمد لله
و كانت الزوجة في حيرة من أمرها
وأخذت تسأل نفسها : ماذا أفعل بهذه الطفلة ؟ أين أخبأها ؟
ولم تجد حلاً سوي أن تعطي الطفلة لأخ زوجها فقد كان معروفاً عنه الطيبة و حب مساعدة الأخرين و لا يتأخر في مد يد المساعدة لأحد
ومن ثم ذهبت إليهِ و طلبت منهُ الاعتناء بالطفلة و قصت عليه القصة كاملة و طلبت منه إبقاء الأمر سراً
تعجب الرجل مما فعله أخاه و وافق علي الاعتناء بالطفلة
و أعتني بالطفلة و قدم لها الرعاية و الحنان كما لو كانت ابنته و كانت زوجة اللص تزورها من حين إلي أخر لتساعده علي الاعتناء بها و لم تشعر الطفلة أبدا أنها وحيدة أو أنها فقدت والديها
وبعد مرور ثماني سنوات
زاد حقد زوجة الرجل لها فقد كانت تري أنه يعتني بها أكثر مما يعتني بأطفاله
وعندما ذهب الرجل في العمل و لم تأتي زوجة اللص للاعتناء بالصغيرة استغلت الفرصة
وقالت في نفسها : حانت اللحظة التي ستبتعدين عنا و للأبد
و من ثم أعطت الطفلة لرجلٍ كان مسافر إلي باريس لتعمل عنده كخادمة و كان يعاقبها كلما أخطأت في القيام بشيء و يضربها بقسوة و بلا رحمة و كان يحرمها أحياناً من الطعام و تنام دون أن تأكل جائعة في حجرة مظلمة علي الأرض لكنها صبرت و ظلت مؤمنة بالله و راضية بأرادة الله
وبالنسبة لأخ اللص و زوجة اللص فقد دهشا عندما لم يجدا الطفلة و عندما سألا الزوجة أجابت : و كيف لي أن أعرف ؟ ألستما من كنتما تعتنيا بها
وبحثا عن الطفلة في كل مكان و لكن للأسف لم يعثرا عليها
و بعد مرور أربع سنوات و عندما كانت تكنس غرفة الرجل لمست ذراع المكنسة احدي التحف الفنية التي كان يعتني بها كثيراً فوقعت التحفة علي التي بعدها و استمر الأمر كل تحفة تقع علي التي بعدها حتي تحطمت كل التحف
وعندما دخل الرجل تفاجئ و ضربها و طردها خارج المنزل
ومن سوء حظها كانت السماء تمطر بشدة و الجو شديد البرودة و كانت تمشي تحت المطر مبتلة متعبة جائعة فأغمي عليها من التعب و عندما استيقظت و جدت نفسها في بيت امرأة عجوز بقيت في بيتها و كانت العجوز طيبة فاعتنت بها مثلما تعتني بأبنتها كانت العجوز سعيدة و كانت الطفلة سعيدة معها
و بعد مرور 8 سنوات
حدث ما لم يكن في الحسبان مرضت الامرأة العجوز مرضاً شديداً و أخذت الطفلة تبكي و تبكي بشدة كاد قلبها أن يتمزق من الحزن و أعطت الامرأة العجوز الطفلة رسالة و أخبرتها أن تفتحها بعدما تموت و لم تمضي سوي لحظات قليلة و ماتت العجوز و تركت الطفلة و حيدةً مجدداً و صبرت و دعت الله ان يرزق تلك العجوز الجنة
وعندما فتحت الرسالة كان مكتوب فيها : (طوال سنوات حياتي لم أشعر بسعادة كما شعرت بها معكِ خلال السنوات الماضية لدي طلب أخير تزوجي حتي لا تكوني وحيدةً تزوجي فالزوج هو الذي سيجعلكِ سعيدة هو الذي سينسيكِ كل ما عانيتيه من الاَمٍ في حياتك هو الذي سيحميكِ و يرعاكِ كم أتمني أن تنفذي وصيتي (عزيزتي لميس))
ونفذت و صيت الامرأة العجوز بعد موتها و تزوجت بشاب بدي في البداية غني و لطيف و طيب و لكن عندما تزوجته لم يعاملها معاملة الزوجة و أنما عاملها معاملة العبدة و مع ذلك صبرت و تحملت
وبعد مرور سنة واحدة مات الرجل و أصبحت كل أمواله و ثروته لها و عندما راَها الأمير أعجب بها فتزوجها و عاشت معه في سعادة الي الأبد
واعلموا أن الله سبحانه و تعالي مع الصابرين و أن الله ما أخذ منك الا ليعطيك
اصبروا علي ما تبتلوا به فسوف يجزيكم الله اجر صبركم و ان لم يكن في الدنيا فسوف يكون في الأخرة
و اعلموا انه ما من دابة في الأرض الا و علي الله رزقها
مع الف سلامة يا قمرات
اتمني أن تعجبكم القصة و أرجو أن تقولوا رأيكم فيها بصراحة
متنسوشي التقيم لو عجبتكم القصة