عدلات - «غرف الدردشة» على الإنترنت خطر يهدد النمو الفكري والنفسي للمراهقين

https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8363
استخدام «أقنعة» متعددة على الشبكة العنكبوتية يهدم الشخصية الحقيقية

https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8349
«غرف الدردشة» على الإنترنت خطر يهدد النمو الفكري والنفسي للمراهقين

https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8349
انتحال المراهقين لشخصيات متعددة على الإنترنت خطر داهم
تاريخ النشر: الأحد 27 يونيو 2024

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...4144905112.jpg
https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8349
لكبيرة التونسي
https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8349
غرف الدردشة الحية أو ما يعرف «بالتشات رووم» تمتد مواضيعها وآفاقها وتتسع اتساع الكون، هي أماكن تسمح بتبادل الحوارات المفتوحة بين الأشخاص من مختلف الأعمار والأفكار، تتنوع فيها الموضوعات الحوارية وتتباين، بين الحوارات الجادة والهادفة وبين الحوارات الجريئة والمثيرة والرصينة، وبين الهزل والجد، ولاحدود ولاقيود على أحاديث تشفي الغليل، كل حسب توجهه وحسب ما يطمح له من خلال هذه الحوارات الساخنة أحيانا، إذ يدخل الشخص باسم مستعار غالبا، هكذا يشعر بالأمان، حيث تكون البيانات التى يقدمها غير صحيحة أحيانا، ومن ثم يقيم علاقات وصداقات ويدخل في موضوعات حوارية مختلفة ومتنوعة في جميع مجالات الحياة.
هذه المواضيع تعكس السلوك النفسي والفكري والاجتماعي للفرد وللمجتمعات، ولا يكتفي الشخص أحيانا باستعمال اسم مستعار فحسب، بل بأفكار ومشاعر وآراء مستعارة، «بشخصية مستعارة» فيدخل الولد إلى هذه الغرف على أنه فتاة وتدخل الفتاة على أنها ولد، وينطلق البعض بدون قيود ولا وازع ليعيش أكثر من شخصية في الوقت ذاته معلناً عن ظاهرة استعمال الشخصيات المتعددة على الإنترنت، متجاهلا الآثار السلبية التي تتركها هذه الظاهرة على الشخصية الحقيقية للفرد وخاصة في مرحلة المراهقة، تلك المرحلة الحرجة التي تتكون فيها شخصية الفرد.

الدكتورة هبة شركس،

هذا ما تؤكد عليه الدكتورة هبة شركس، الاستشارية النفسية والأسرية والتربوية والمدرب المعتمد، وعضو هيئة التدريس في الأكاديمية الأميركية للعلوم والتنمية، حيث تعتبر أن ظاهرة الدخول واستعمال أكثر من اسم للدردشة وإثارة مواضيع للنقاش، يمتد من سن صغيرة تتراوح بين التاسعة والعاشرة إلى سن متقدمة جدا خاصة في صفوف الرجال، لكن نظرا لكون الظاهرة تأثيرها أكثر عمقا ومرودها أكثر على المراهقين إذ تشتت الهوية والشخصية، وتغرق في السلبية وتشتت الأفكار، فهي تتحدث عن سبب اهتمامها بهذا الموضوع وتقول إنه أثناء العمل في مجال الاستشارات النفسية والأسرية كانت تأتيها بعض الحالات تستدعي العلاج من سيطرة الشخصيات المتعددة التي يستعملها المراهقون ويدخلون بها غرف الدردشة الحرة.
https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8349
دواعي الدراسة
تضيف هبة شركس في نفس السياق: كان هؤلاء المراهقين الذين يستخدمون شخصيات متعددة على الإنترنت يعانون من مشاكل نفسية كبيرة تهدد نموهم الفكري والنفسي وتهدد تركيبة شخصيتهم وتعمل على تشتيت اهتماماتهم، إذ نخضع هؤلاء لبعض الفحوصات عندما يأتي بهم آباؤهم للعيادة، ونطرح عليهم بعض الأسئلة، من خلال استبانة تقيس سمات الشخصية، وما أثار انتباهي من خلال هذه التجربة أن المراهقين عند السؤال عن تعدد استخدام أكثر من شخصية على الإنترنت، إما يجيبون بـ «نعم» أو «لا»، وهذا يؤكد أن الظاهرة موجودة إذ لا أحد استهجن الظاهرة وتصدى لها بقوة.
وتتحدث هبة شركس عن المراهق وتكوين الشخصية وعن ضرورة الابتعاد عن المؤثرات التي قد تؤدي إلى خلخلتها وتقول: تعد مرحلة المراهقة محطة هامة فى تكوين وتشكيل هوية الفرد حيث يتعرض المراهق فى هذه المرحلة لتحديات عدة تتعلق بتشكيل هويته، فتنمو لديه رغبة ملحة فى تكوين طابعه الخاص، إنها أزمة حقيقية لتشكيل الهويه ورحلة للبحث عن الذات تبدأ بتحديد واختيار مايناسب من القيم والأخلاق والأدوار، والأهداف متاحة أمامه وقد يصل إلى هذا الاختيار أو يظل يبحث أو يكتفي باختيارات الآخرين له، ثم يتبع ذلك الإلتزام باختياراته، فإما أن يلتزم وإما ألا يلتزم. ...
وتفيد هبة شركس: فإذا ما تواكبت هذه الأزمة، أزمة تشكيل الهوية، مع ظاهرة تعدد الشخصيات والأدوار التى يلعبها المراهق على الإنترنت، فإن ذلك يخلق أمام المراهق العديد والعديد من الخيارات والأدوار، وبدلا من أن يتمكن من تحديد خياراته فإنه يتشتت بين الأدوار المختلفة، وهنا سؤال مهم يطرح نفسه: ما الذى يدفع هؤلاء المراهقين إلى استخدام شخصيات متعددة على الإنترنت؟
https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8349
اعتقادات خاطئة
تتحدث هبة شركس الأخصائية النفسية عن هذه الاستخدامات المتعددة للإنترنت وتقول: يعتقد المراهق أن استخدام شخصيات غير شخصيته الحقيقية يمنحه جواز سفر إلى عوالم وآفاق لا قِبل له بها، كما أنه يتيح له الفرصة للتعرف على أشخاص وتكوين صداقات لم تكن لتحدث في الواقع، هذا من ناحية ومن جهة أخرى يعتقد البعض أن هذه الطريقة تفتح لهم بابا من اللهو والمزاح مع أصدقائهم، أما البعض فيرجع الأمر لعدم رضاه عن شخصيته الحقيقية، ويجد فى هذا الأمر فرصة لتغير شخصيته أو للتعبير عن آرائه بلا قيود، كما أن حب الاستطلاع يدفع البعض إلى هذا السلوك، ويشعر البعض أنه أذكى من الآخرين، وأنه يستطيع أن يتلاعب بهم وينسيه غروره ما يسببه لنفسه من ضرر، ولكن هل الدخول بشخصيات متعددة يعد من الخطورة بمكان حتى نضعه موضع البحث والدراسة؟ فى حقيقة الأمر لا تكمن الخطورة فى مجرد محاولة تغيير الشخصية ولكن الخطر الأكبر يكمن فى تعدد الشخصيات، وطول الفترات الزمنية التي يقضيها الفرد وخاصة المراهق وهو يعيش أفكارا ومشاعر ومبادئ هذه الشخصيات، والانتقال من شخصية لأخرى وكأنه يرتدى قناعاً ثم ينزعه ليرتدى آخر وما أن يمر الوقت حتى ينسى المراهق صورة وجهه الحقيقية، والتى يخفيها طوال الوقت خلف الأقنعة لتختفى معها ملامح شخصيته الحقيقية وقيمه أهدافه وأدواره، ويحدث كل هذا فى مرحلة غاية فى الحساسية، والاستجابة أنها مرحلة تشكيل الهوية، ومن هنا يتبين أهمية البحث فى هذا الموضوع.
https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8349
ضعف التوجيه الذاتي
تضيف شركس: وبدراسة عينة من مستخدمي الشخصيات المتعددة على النت وجدنا هؤلاء الأشخاص يعانون من ضعف التوجيه الذاتي»تشتت الشخصية»، غياب الرؤية للأهداف والمبادئ الخاصة بهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه فى أثناء العلاج والتخلص من الشخصيات البعيدة عن شخصية الفرد الحقيقية في محاولة للاقتراب من ذاته والوعي بها والكشف عن هويته يعاني المراهق من آلام انفصال هذه الشخصية بكل ما تحمله من أفكار ومشاعر، وبكل ما يتبعها من علاقات اجتماعية على الرغم من أن الفصل يتم بشكل تدريجي داخل الشخصية الواحدة، ومن الشخصية الأبعد عن شخصية الفرد إلى الشخصيات الأكثر قربا.
وتؤكد شركس أنه رغم الجهد والوقت المبذولين للتخلص من هذه الشخصيات والسير بالمراهق خطوات نحو ذاته، إلا أنه قد يتعرض لحالات من التقهقر والعودة إلي الخلف بسبب تعلقه الشديد بهذه الشخصيات وألفته لها، وفي هذه المرحلة من العلاج، يجب أن نتبع أسلوب الإحلال بمعنى إدخال أنشطة معينة إلى حياة المراهق تساعده على تفريغ طاقته وتصرف انتباهه وتركيزه عن التعلق بهذا العالم، الوهمي وتدخله في عالمه الحقيقي، وإلى الحياة العملية، والعلمية، ليس هذا فقط، بل تضيف شركس، ولكن يجب أيضا دمج المراهقين في مجموعات عمل جماعية داعمة بحيث يدعم أفراد هذه الجماعات بعضهم البعض للتخلص من الظاهرة المهددة لكيان الفرد وهويته، كما أن رفع ثقة الفرد بذاته ومساعدته على اختيار ما يناسبه من مبادئ وأفكار وأدوار له بالغ الأثر في الحماية والعلاج من هذه الظاهرة.

يارب تكونوا استفتم ويكون الموضوع نال اعجابكم

https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=8352

الموضوع مفتوح للمناقشات

https://adlat.net/picture.php?albumi...pictureid=5858