عدلات

عدلات (https://adlat.net/index.php)
-   المنتدي الاسلامي العام (https://adlat.net/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام (https://adlat.net/showthread.php?t=307203)

عمر ابانا وعائشه امنا 29-08-2016 06:58 AM

الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 



https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...ebba001be2.gif






قال تعالى ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 27 - 29].

﴿ رجَالًا ﴾: أي «مُشاةً على أرجلِهم مِن الشَّوق»،

﴿ وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ﴾: «أي: ناقةٍ ضامر، تقطعُ المهامِهَ والمفاوز»


دَعَاهُم فَلَبَّوهُ رِضىً وَمَحبَّةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلما دَعَوْهُ كانَ أَقْرَبَ مِنْهُمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تَراهُم على الأنْضَاءِ شُعثًا رُءوسُهُم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وغُبرًا وهم فيها أَسَرُّ وأَنْعَم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَقَدْ فَارَقُوا الأَوْطَانَ والأَهْلَ رَغْبَةً
https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولم يَثْنِهِم لِذَاتُهُم والتَّنعُّمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif






﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ [الحج: ٢٨]: ما أعجبَ هذه الكلمة، وما أوجزَها وأجمعَها! تُرى ما هي المنافع التي يشهدُها حجاجُ بيتِ الله الحرام؟

معاشر المسلمين: إنها منافعُ الدِّينِ والدنيا، فمنافعُ الحجِّ تفوقُ الحصرَ، ولا يُحصيها العدُّ، وما نجهلُه منها أكثرُ مما نعلمُه. فالحجُّ أعظمُ مجَامِعُ المسلمين، يلتقونَ فيه متجردينَ مِنْ كلِّ آصِرَةِ سوى آصِرَةِ الإسلام، عرايا مِنْ كُلِّ شيءٍ إلا ثوبَ الإحرام.
التقوى لباسُهم، والتلبيةُ شِعارُهم، ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾

[البقرة: 138]، يتذكَّرون في تلك العرَصَات اجتماعَهم يومَ الحشرِ بين يدي فاطرِ الأرضِ والسماوات، وقد نبَّه اللهُ تعالى على هذا المشهدِ العظيمِ بقولِه:
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203].


فَللهِ ذَاكَ المَوْقِفُ الأَعْظمُ الذِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كَمَوقِفِ يومِ العَرضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَيدْنُو بِهِ الجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يُبَاهِي بهِمْ أَمْلَاكَهُ فهْوَ أَكْرَمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَقُولُ عِبَادِي قَدْ أتَونِي مَحَبَّةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإِنِّي بهِمْ برُّ، أجُودُ وأُكْرِمُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فأُشْهِدُكُم أَنِّي غَفَرْتُ ذُنُوبَهُم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأَعْطَيْتُهُم مَا أمَّلُوه، وأُنْعِمُ
https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



بذلك الجمْعِ المهيبِ، التائبِ المنِيبِ، يُبَاهِي اللهُ ملائِكتَه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللُه فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْـمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟»، رواه مسلم.

وأيُّ منفعةٍ أعظمُ مِنْ أن يرجعَ العبدُ مِن ذنوبِه كيوم ولدتْه أمُّه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ لِلهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، رواه البخاري

«وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ»، رواه البخاري ومسلم.

فمغفرةُ الذنوبِ وتكفيرُ السيئاتِ مِنْ أعظمِ منافعِ الحج.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...1296b0b1a1.png


عباد الله:
• وفي الحَجِّ: تجديدُ التوحيدِ، وتحقيقُ التجريدِ للحميدِ المجيدِ، فتتجدَّدُ عقيدةُ التوحيدِ بمشاهدةِ البيتِ العتيقِ الذي بُنِي لذلك الأمرِ الرشيدِ، ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [الحج: 26].

• وفي الحَجِّ: تهذيبٌ للنفوس مِن الاختلافِ في الآراء، وتطهيرٌ للقلوب مِن الأحقادِ والأهواء، ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

وفي الحَجِّ: تظهرُ للمسلمين وحدتُهم، وتتجلى ألفتُهم، ولهذا «مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلّاَ لـِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ »، رواه مالك في «الموطأ»

قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا في وسطِ أيام التشريق، فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى»، رواه أحمد.

إنها الترجمةُ العمليةُ للوحدةِ والاجتماع، ونبذِ الفرقةِ والاختلاف، تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103] [آل عمران:١٠٣]، ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

إنَّه الحجُ إلى بيتٍ نسبَه اللهُ إلى نفسِه العليَّة تشريفًا وتكريمًا وإجلالًا، ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾ [الحج: 26].
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...1296b0b1a1.png
وقد جمعَ اللهُ تعالى للحجِّ حُرمتين:
«حرمةَ الزمانِ، وحرمةَ المكان»، ليقوى الشعورُ بحرمةِ هذا الركن العظيم مِن أركان الدِّين، وليكون الحاجُ في جميع أحوالِه مستشعرًا قُدسيةَ الزمان والمكان، ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36].

وأما حُرمةُ المكان، فقد جاء أيضًا في القرآن: ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 91].

وعن أبي بكْرةَ رضي الله عنه قال: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ ذُو الْـحَجَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ؟» قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ. أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ. فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» .

ولذلكم كانت المعصيةُ في الحرمِ أغلظ، والظلمُ فيه أشد، حتى إنَّه ليُعَاقبُ العازِمُ على الشرِّ وإن لم يفعل، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25].
معاشر المسلمين: هل نعي أسرارَ الحجِّ ومنافعَه، وآثارَه ومقاصدَه؟ فإنَّ إدراكَ ذلك يتركُ في النفس أعمقَ الأثر. ففي كل عملٍ مِن أعمالِه تذكرةٌ، وفي كل نُسكٍ مِن أنساكِه تبصرةٌ.

وقد ذكر اللهُ تعالى أحكامَ الحج في سورة البقرة، بعد أحكام القتال في سبيل الله، فإنَّ الحجَ أحدُ الجهادين، كما روى البخاريُّ عن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنه أنَّها قالت: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ؟ قَالَ: «لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ»

فإنَّ جهادَ الكفار طريقُ بناءِ الأمة، وحفْظِ وجودِها، وإرساءِ كيانِها. وأما الحجُّ فهو سبيلُ توحيدِ الأُمَّة ولَمِّ شتاتها وجمْعِ كلمتِها. وبعد ذلك أعقبَ اللهُ تعالى بذِكْرِ النفاقِ وعلامات المنافقين تحذيرًا للأُمةِ مِن مكائدِهم ودسائسِهم، إذ ليس كالنفاقِ أشدُّ خطرًا على الأُمَّة في تقويضِ بنائِها، وبعثرةِ جهودِها، وعرقلةِ سيْرها.

﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 27 - 29]
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...1296b0b1a1.png



معاشرَ المسلمين، أيها الشباب: تعجلوا إلى الحج، فإنَّ أحدَكم لا يدري ما يعرِضُ له؛ «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ، هَلْ تَنْظُرُونَ إِلاَّ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا».

فإنَّ الحجَ إلى بيتِ الله الحرامِ فرضٌ على الفور، لا يجوزُ تأخيرُه بعد البلوغِ للقادرين، فعن عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه قال: «مَن أطاقَ الحجَّ فَلم يحُجَّ، فسواءٌ عليهِ يهوديًّا ماتَ أو نصرانيًّا»

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: «وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى عمر»

وروى سَعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال: قال عمر رضي الله عنه: «لَقد همَمْتُ أنَّ أبعثَ رجالًا إلى هذه الأمصارِ فيَنظروا كلَّ مَن كان له جِدَةٌ فلَمْ يحجَّ، فيضرِبوا عليهم الجزية، ما هم بمُسلِمين، ما هم بمُسلِمين»

وقال صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جَدةٌ فلم يحج، فيضربوا عليهم الجِزْية، ما هم بمسلمين. ما هم بمسلمين»

عباد الله: إنَّ تأخيرَ الحج بلا عذرٍ شرعي خطرٌ عظيمٌ، وتفريطٌ كبير، أفبعد قول الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]، يتباطأُ المستطيعون، ويتساهلُ القادرون، ولهذا لما فُرِضَ الحجُ بادرَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بدون تأخير، وخرج معه المسلمون، ووافاه في الطريق خلائق لا يُحصون، وكانوا عن يمينه وشماله، وبين يديه مدَّ البصر.

ولقد خرَجت أسماء بنتُ عميس - زوجُ أبي بكرٍ رضي الله عنه - حاجّةً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فور فرضيةِ الحج فولدت بذي الحليفة- ميقات أهل المدينة، فأمرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تغتسلَ، وتستثفر، وتُحرِم، وتُهل.

فأين ما يتعلل به الكثيرون منَ الأعذار الواهيةِ مِن حال تلكم المرأة الحبلى، وما تبِعَ وضعها مِن عناء الطريق، ووعثاء السفر، وبُعد الشُّقة - رضي اللهُ عنها وأرضاها ؟
إنَّ الفرصَ إذا أُتيحت للإنسان فأضاعها، عوقِبَ بالحرمانِ منها، ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46].

إنَّ كثيرًا من الأعذارِ لا قيمةَ لها، ولا يعبأُ اللهُ بها. فمن استطاع ببدنِه وماله وجبَ عليه البدارُ. وحقٌّ على الأبِ أن يُعين ولدَه إذا أطاقه، وليتخير له صحبةً صالحة، تُذكرُه إذا نسي، وتعينه إذا ذَكر، ليبقى في تلك العرصات المباركات، ويجتني من تلك الثمرات.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم ألهمنا رُشدنا.. اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر.. اللهم أرنا الحق حقاً..

هذا، واعلموا أنَّ اللهَ أمرَكم بأمرٍ بدأ فيه بنفْسِه، فقال جلَّ مِن قائلٍ عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...cd4ed38793.gif

هدوء قلم 29-08-2016 07:07 AM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 
بارك الله فيك

عطور الجنه 29-08-2016 07:49 AM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 
جزكى الله خير

العدولة هدير 29-08-2016 09:57 AM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 

للجنة اسعى❤ 31-08-2016 03:59 PM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك اختي
جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

سماء الأمل 02-09-2016 07:39 PM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 

موضوع رائع
جزاك الله كل خير

عمر ابانا وعائشه امنا 10-09-2016 12:02 AM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 

اسرار الرشاقه 19-09-2016 01:03 AM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 
موضوعك جميل , جزاكم الله خير الجزاء


سبحان الله
الحمد لله
الله اكبر
ولا اله الا الله

ضــي القمــر 19-09-2016 01:09 AM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 
جزاكِ الله خيراً حبيبتي

عمر ابانا وعائشه امنا 27-09-2016 01:03 PM

رد: الحج مقاصد الحج منافع الحج الحج خامس أركان الإسلام
 


الساعة الآن 02:40 AM