عدلات - أين يرقص قلب الأم

سرتْ في أوْصالها فرحةٌ لو وزّعت على الثّقلين لوسعتهم
فأشرق بريق الفرح في عينيها وكأنّه النّجم المشرق في سواد اللّيل
تحثُّ الخطى إليه في شوقٍ ولهفةٍ، وكأنّه الغريب العائدُ بعد طول غيابٍ
تدعو كلَّ الكونِ ليشْهد فرحتها وما تشعر به من غبطةٍ
فاحتضنته بعينيْها الشّاخصتين في مشهده، وفرّغت الفؤاد والسّمع والبصر ليحتوي ذلك الحبيب
رغم أنّها من رافقته إلّا أنّها في هذا المشهد تتفحّص شخصه وحركته وابتسامته وكأنّها تراه لأوّل مرّة ٍ
قلبها يرقص فرحًا وعيناها مغرورقتين بدمعٍ يمسح كلّ آلامها لحظة اعتلاء حبيبها منصّة التكريم والنجاح
ترى دبيب الغبطة تسري في أوصالها كالماء بين الجداول يختال في زهو ودلال
هي ناطقةٌ في سكونها، خاشعة مصغية السّمع لتشنّف آذانها بسماع اسم وليدها والنجاح يردّده ويكرّمه
تنادي للكون كلّه أن اشهد معي صورة حبيبي وهو يستلم ثمرة جهده وتوفيقه
هو قرّة عينها، نعم هي من أحضرت لبوسه، وسربلته إيّاه، لكنّها الآن ترمقه بعينين فاحصتين لكلّ تقاسيمه وكأنّها تراه لأوّل مرّة
لو نطق قلبها لعزف أجمل لحنٍ في الوجود، مردّدا لحن الأمومة في أسمى معانيها
لاهجة ضارعة بأن يحفظه الله حامدة منّه وفضله بأن رأت ثمرة عنائها ماثلة فيه